حملت بعض الجهات اليمنية المؤيّدة للثورة على الموقف السعودي إزاء التعاطي مع الأزمة اليمنية، وعدّته سلبياً ومتآمراً على الثورة، فيما لا يزال نبأ رجوع الرئيس المصاب علي عبد الله صالح إلى البلاد يتأرجح بين النفي والإيجاب، رغم ما يمكن أن تسببه عودته من تعقيد إضافي قد لا تتحمله البلاد.
وكرّر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أنّ الرئيس علي عبد الله صالح سيعود إلى اليمن قريباً بعد تلقي العلاج في السعودية. وقال بحضور السفيرين الروسي والصيني سيرجي كوزولوف وليودنغ لين إن «الرئيس صالح في وضع صحي متعافٍ وجيد، وسيعود قريباً إلى أرض الوطن».
وكان وجهاء قبليون قد أعلنوا أن عودة صالح إلى اليمن صارت مستحيلة، وإن حدثت فستكون سبباً في تأزيم الأوضاع، وربما جرّت البلاد إلى هاوية الحرب الأهلية.
هذا ولا تزال أزمة إيجاد صيغة للحل تراوح مكانها، وفي آخر التطورات نفي المستشار السياسي للرئيس اليمني، عبد الكريم الأرياني، أن يكون قد عُقد أي لقاء في أوروبا مع رئيس اللقاء المشترك المعارض ياسين سعيد نعمان. وقال: «لم يحصل أي لقاء بيني وبين ياسين في أي عاصمة أوروبية، وصنعاء تتسع لكل اجتماعاتنا ولقاءاتنا السياسية».
هذا الحل الذي تعمل من أجله السعودية بكل قواها بدعم خليجي وغربي، تنظر إليه جهات داعمة للثورة بسلبية. وقد شنّ في هذا السياق عضو كتلة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبد الله المقطري، هجوماً لاذعاً على السعودية، واتهمها بسلبية موقفها تجاه الثورة الشعبية لليمنيين.
وقال لموقع المرصد البرلماني المستقل إن «موقف السعودية سلبي ومتخاذل إزاء ثورة الشعب اليمني السلمية»، وإن «استمرارها في الإصرار على تنفيذ المبادرة الخليجية وفقاً لرؤيتها نوع من التآمر على اليمنيين، وإسهام في سفك دمائهم مع سبق الإصرار والترصد».
وأضاف أن «السعودية لا تريد أي نجاح للثورة اليمنية، بل إنها حريصة كل الحرص على إجهاضها وإفراغها من جوهرها، خوفاً من انتقال رياح الثورة والتغيير إلى الشعب السعودي».
وحول المساعي والجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى نقل السلطة، قال المقطري: «هناك تلكؤ والتفاف على نقل السلطة بصورة سلمية وفقاً للدستور، تبعاً لرغبة إقليمية، وفي مقدّمتها رغبة السعودية التي تبنّت المبادرة بصورة أساسية لاعتبارات تهمها».
وأضاف: «إذا كان لدى الخليجيين نية صادقة وإرادة حقيقية في إخراج اليمن من أزمته وإيقاف نزف الدم فيه، فما عليهم إلا البدء في تطبيق مبادرتهم بالنظر إلى انتهاء البند الأول منها الخاص بتقديم الرئيس استقالته، باعتبار أن الرئيس حالياً عاجز عن القيام بمهماته، وبالتالي يجب أن تنتقل السلطة إلى النائب الذي بدوره سيتولى تنفيذ بقية بنود المبادرة».
بدورها، حذّرت منظمة «سيادة» المنبثقة من ثورة شباب التغيير من التدخل الخارجي لتقاسم السلطة، والتآمر على ثورة الشباب بمباركة أميركية وسعودية، وقالت في بيان: «نحذر من صفقات سرّية بين جهات عديدة ذات علاقة بالثورة لتقاسم السلطة بمباركة وتدخل سافر من دول أجنبية وعربية، وعلى رأسها أميركا والاتحاد الأوروبي والسعودية لتوفير الغطاء الدولي لشرعية تقاسم النظام بحجة نزع فتيل المواجهات والحرب الأهلية». وأدانت في بيانها «الالتفاف على ثورة الشباب وإجراءات تمليك اليمن في إطار دولي لمن هم السبب أصلاً في أزمات اليمن ومشاكله الاقتصادية المزمنة، وكانوا السبب في إشعال الفتن والحروب والتفريط بالسيادة الوطنية تحت ستار دعم النظام وبأموال الشعب وأسلحته ومقدراته».
في هذه الأثناء، توفي وكيل وزارة الأوقاف اليمنية محمد الفسيل متأثراً بإصاباته في الانفجار الذي استهدف مسجد الرئاسة في صنعاء. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن عبد ربه منصور هادي «بعث ببرقية عزاء إلى أسرة الفسيل الذي كان قد أصيب إثر الاعتداء الإرهابي الغاشم على مسجد دار الرئاسة يوم جمعة أول رجب المحرم». ولم تشر الوكالة إلى ما إذا كان الفسيل قد قضى نحبه في اليمن أو في السعودية، حيث كان قد نقل مع عدد من كبار المسؤولين الذين أصيبوا في الانفجار، ومن بينهم الرئيس.
على صعيد آخر، قُتل جنديان و12 مسلحاً من تنظيم «القاعدة» في معارك دارت فجر أمس بين وحدات الجيش والتنظيم في محيط زنجبار عاصمة محافظة أبين. وقال ضابط مرابط في نقطة دوفس على مشارف زنجبار التي يسيطر عليها المسلحون إن «12 شخصاً من «أنصار الشريعة» الإرهابيين لقوا حتفهم وأُصيب ثلاثة آخرون في قصف مدفعي نفذه اللواء 119 واستهدف مجموعة من المسلحين، كانوا يزرعون عبوات ناسفة على الطريق العام في دوفس».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)