تحركات عديدة شهدها اليمن خلال الساعات الماضية تهدف في مجملها إلى العمل على منع عودة الرئيس اليمني على عبد الله صالح إلى اليمن، في ظل اصرار أوساطه على أن عودته حتمية بالرغم من اختلافهم حول موعدها الفعلي. التحرك الأول قاده مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، الذي دخل للمرة الأولى على خط الأزمة اليمنية، وعقد أمس سلسلة من اللقاءات تركزت على ضرورة تأمين نقل السلطة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قوله، خلال لقائه فيلتمان، إن «اهتمامات الرئيس الأميركي باراك أوباما الشخصية بالدول والجهات الشقيقة والصديقة لتلافي حدة التوتر في اليمن قد ساعدت إلى حد كبير على تجاوز المراحل الخطرة»، فيما عبّر فيلتمان عن تقدير «الإدارة الأميركية بصورة عالية لما تحمّله عبدربه منصور هادي من مسؤوليات»، مؤكداً أن الإدارة الأميركية ستدعم كل الأحزاب التي تعزز أمن واستقرار ووحدة اليمن، داعياً جميع الأطراف اليمنية إلى الحوار البناء وتجنيب وطنهم الويلات والإنزلاقات التي لا تحمد عقباها. وقال مصدر حكومي يمني لـ«رويترز» إن «الجانب الاميركي اصر على تنفيذ المبادرة الخليجية ثم ازالة كل اشكال التوتر (الاحتجاجات)، بينما طالب الجانب اليمني بإزالة كل اشكال التوتر اولاً.. ثم تطبق المبادرة».
كذلك التقى فيلتمان بوزير الخارجية، ابو بكر القربي، ونجل الرئيس اليمني، أحمد علي وقادة في المعارضة، وذلك بعدما حرصت الخارجية الأميركية قبل وصول فيلتمان على التأكيد أن «واشنطن ليست على بينة بأن صالح يخطط للعودة إلى اليمن»، وأنه «سواء بقي في السعودية، أو عاد، طلبنا لا يزال قائماً كما هو؛ عليه توقيع المبادرة الخليجية».
أما التحرك الثاني، فقاده ثلاثي آل الأحمر، زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر، وشقيقه حميد إلى جانب اللواء علي محسن الأحمر، ضمن مسارين. الأول موجّه إلى نائب الرئيس اليمني، اذ عقد الثلاثي اجتماعاً مع هادي لمناقشة «آلية نقل السلطة» في اليمن، مجددين له «دعمهم الكامل».
وفي محاولة لطمأنة هواجس المحتجين اليمنيين الذين يخشون من سيطرة آل الأحمر على السلطة، قال القيادي في حزب التجمع اليمني للاصلاح، حميد الأحمر، إنه إذا ما تنحى صالح عن السلطة، «فسيبقى نتيجة ذلك بعيداً عن السياسة لمدة سنتين على الأقل، كما أكد اللواء محسن أنه سيغادر اليمن إذا تخلى صالح وأبناؤه عن مناصبهم».
اما المسار الثاني الذي عمل عليه آل الاحمر فموجّه إلى السعودية، بعدما ناشد الشيخ صادق الاحمر الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، منع الرئيس اليمنى من العودة الى البلاد، محذراً من ان عودته ستقودها الى حرب أهلية، فيما يصر عدد من المقربين من صالح على أنه عائد قريباً إلى اليمن.
وفيما قالت أسبوعية «الوحدة» الرسمية إن صالح كان يفترض به أن يتوجه أمس إلى مكة لأداء مناسك العمرة، قادماً من الرياض، أكد سكرتيره الخاص، احمد الصوفي أن صحة صالح في تحسن، فيما نقل موقع «الوحدوي.نت» عن مصدر يمني مطلع تأكيده أن الطائرة اليمنية التي وصلت إلى الرياض ستتولى نقل صالح إلى المانيا لاستكمال العلاج، وليس إلى اليمن كما يروج البعض.
في هذه الأثناء، تمكن 62 سجيناً ينتمون لتنظيم «القاعدة»، بينهم محكومون بالاعدام، من الفرار من سجن المكلا المركزي في جنوب شرق اليمن، وذلك بعدما تمكنوا من حفر نفق يبلغ طوله نحو 45 متراً، فيما اثارت عملية الفرار تساؤلات حول تواطؤ محتمل سمح للسجناء بالفرار.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)