في ما يبدو أنه تبدّل في مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل استحقاق أيلول الفلسطيني، ذكرت الصحف الإسرائيلية أمس أن الأخير أبدى للمبعوثين الأميركيين والأوروبيين موافقته على العودة إلى حدود عام 1967، لكن بشرط عدم عودة أي لاجئ إلى إسرائيل، بل إلى حدود الدولة الفلسطينية المنتظرة. الموقف الإسرائيلي الجديد نفته رئاسة الحكومة الإسرائيلية، غير أن الفلسطينيين سارعوا إلى تقديم تنازل تمهيداً للعودة إلى المفاوضات، عبر تخفيف شروط تجميد الاستيطان الذي كان يرفعه الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس. ونقلت صحيفة «معاريف»، أمس، عن مصدرين سياسيين إسرائيليين قولهما إن «نتنياهو عبّر عن موافقته على العودة إلى حدود 1967 مع تبادل أراض مقابل عودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية لا لإسرائيل، خلال لقاءاته في الأيام الأخيرة مع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دنيس روس، والمبعوث الأميركي ديفيد هيل، ومبعوث الرباعية الدولية طوني بلير، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون». وقال المصدران إن نتنياهو يطالب مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وفقاً لهذه المعادلة، بأن يجري الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية أيضاً، وإن موافقته على هذه المعادلة نابعة من تطلعه إلى الحفاظ على غالبية يهودية في إسرائيل.
وأشارت «معاريف» إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعبّر فيها نتنياهو عن موافقته على أن تستند حدود الدولة الفلسطينية إلى خطوط عام 1967، التي سبق أن قال إنها «غير قابلة للحماية». وأوضحت الصحيفة أنّ روس وهيل وبلير وأشتون أوضحوا لنتنياهو أنهم يخشون من أن يمضي الفلسطينيون في مسعاهم ويطالبوا الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، وطلبوا من نتنياهو الموافقة على استئناف المفاوضات وفقاً لرؤية الرئيس الأميركي باراك
أوباما.
وقالت الصحيفة إن الدبلوماسيين الأربعة فوجئوا عندما وافق نتنياهو على اقتراحهم، لكنه طلب في المقابل الحصول على أمور تسهل عليه طرح هذه التفاهمات أمام الوزراء في حكومته اليمينية وأمام الجمهور الإسرائيلي، وطلب اعترافاً بيهودية إسرائيل وبعودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن أشتون خرجت من لقائها مع نتنياهو متشجعة، ولمّحت الى أنه أعطاها شيئاً يمكن استخدامه في الاتصالات مع الفلسطينيين.
وذكرت «معاريف» أن مبعوث نتنياهو في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين المحامي يتسحاق مولخو التقى خلال الأسبوع الحالي «مندوبين عرباً» وطالبهم بالتأثير في المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس» وإبطاء وتيرتها، مشيرةً إلى زيارة مولخو إلى مصر.
غير أن مصادر في الدائرة الإعلامية في مكتب نتنياهو رأت أن خبر «معاريف» ليس صحيحاً، وأن «مواقف نتنياهو في هذا الموضوع لم تتغير وواضحة، وهي أن إسرائيل لن تعود إلى حدود 67».
لكنّ موقفاً علنياً سابقاً لنتنياهو يعطي صدقية لما ذكرته «معاريف»، إذ إنه كان قد أذهل عدداً من وزرائه يوم الأحد الماضي عندما تحدّث «عن ضرورة الانفصال عن الفلسطينيين». وقال إنه يجب أن تكون هناك أغلبية يهودية في إسرائيل، لا بين نهر الأردن والبحر المتوسط.
في المقابل، يبدو أن الفلسطينيين على اطلاع على موقف نتنياهو الجديد، وسارعوا إلى التلميح إلى تقديم تنازلات مقابل العودة إلى المفاوضات. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عمّن وصفته بأنه «مسؤول فلسطيني رفيع المستوى» قوله إن السلطة مستعدة لإسقاط مطلب التجميد الكامل للاستيطان، الذي كان شرط أبو مازن للعودة إلى التفاوض. وأضاف إن الفلسطينيين مستعدون لقبول بناء محدود في المستوطنات إذا وافق نتنياهو على رؤية أوباما.
(أ ب، يو بي آي)