فيما كشفت صحيفة «ميل أون صندي» أمس، أن القوات البريطانية تقوم برصد ومراقبة تحركات الزعيم الليبي معمر القذافي، أعلن المجلس الوطني الانتقالي المعارض للسلطة في ليبيا، أنه يتوقع أن يتلقى عرضاً من العقيد القذافي «في وقت قريب جداً»، فيما أعلنت 17 شخصية في كرة القدم الليبية، بينهم افراد في الفريق الوطني، انضمامهم الى الثوار، وذلك خلال حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أجري في جادو غرب ليبيا، الخاضعة لسيطرة معارضي نظام القذافي.وكشفت صحيفة «ميل أون صندي» البريطانية عن أن طائرات تجسس من طراز «نمرود» وطائرات من دون طيار تابعة لسلاح الجو الملكي والمدمرة «ليفربول» المرابطة قبالة السواحل الليبية والمجهزة بمعدات تنصت متطورة، تقوم برصد ومراقبة تحركات القذافي. وقالت الصحيفة إن القذافي «يتنقل من مكان إلى آخر في الأسابيع القليلة الماضية ليتجنب الوقوع في قبضة أعدائه مع تزايد الضغوط التي يتعرض لها نظامه».
ونسبت «ميل اون صندي» إلى المتحدث باسم الجيش البريطاني، اللواء نك بوب، قوله «إن حلف الأطلسي نفّذ أكثر من 12 ألف طلعة جوية من بينها 5000 مهمة هجومية قصفت أهدافاً لنظام القذافي». وأضاف أن الجيش البريطاني «دمّر أكثر من 500 هدف، بما في ذلك 240 عربة مدرعة وبطارية مدفعية و 150 مركزاً لقوات القذافي، شملت مستودعات ذخيرة وملاجئ محصنة».
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الخارجية البريطانية، لم تكشف عن هويته، أكد «أن الزخم ضد القذافي تفاعل بنحو لا رجعة فيه، وأن مصير الزعيم الليبي صار مسألة وقت». وقالت إن 150 ضابطاً من جيش القذافي، بينهم خمسة برتبة جنرال، انشقوا خلال أيار الماضي فقط، وذكرت تقارير أن القذافي هدّد بقتل الجنرالات الذين يفشلون في استعادة مدينة مصراتة من قوات المعارضة.
من جهة ثانية، أفادت صحيفة «صندي ستار» أمس بأن مذكرات توقيف ستصدر خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة بحق شخصيات في نظام الزعيم الليبي. وقالت الصحيفة إن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ستستهدف ثلاث شخصيات مهمة من الدائرة الداخلية للعقيد القذافي.
وأضافت أن المسؤولين البريطانيين رفضوا تأكيد ما إذا كان القذافي سيكون ضمن القائمة، لكن مصدراً رفيع المستوى في وزارة الخارجية البريطانية أكد «أن الوقت بدأ ينفد بالنسبة إلى الزعيم الليبي».
وأشارت الصحيفة إلى أن القذافي يختبئ في متاهة من الأنفاق الصحراوية في سعيه للبقاء على قيد الحياة، الأمر الذي استدعى مقاتلات «تايفون» التابعة لسلاح الجو البريطاني لاستخدام قنابل خارقة للتحصينات لضرب الانفاق ومقار الجيش ومراكز قيادته. واوردت تقارير صحافية الأسبوع الماضي أن محققي جرائم الحرب جمعوا آلاف الوثائق عن الأوامر التي أصدرها القذافي لكبار جنرالاته لقصف وتجويع شعب مدينة مصراتة، واحتفظوا بها في مكان سري في المدينة لتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت إن الوثائق ستمثّل أدلة قاطعة في أي محاكمة تُجرى في المستقبل للعقيد القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي.
من جهته، أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، عبد الحفيظ غوقة، أن المجلس يتوقع أن يتلقى عرضاً من القذافي «في وقت قريب جداً».
وأوضح أن المجلس ليس على اتصال مباشر مع القذافي، لكن تبين له عبر اتصالات مع فرنسا وجنوب افريقيا أن هناك عرضاً قيد الإعداد.
وفي بريتوريا، اجتمعت لجنة وسطاء الاتحاد الافريقي حول النزاع في ليبيا، وهي لجنة برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وتضم رؤساء أربع دول أخرى هم جاكوب زوما (جنوب افريقيا) ودينيس ساسو نغيسو (الكونغو) وامادو توماني توريه (مالي) ويويري موسيفيني (اوغندا). ويأتي اجتماع لجنة الوسطاء قبل القمة الـ17 للاتحاد الافريقي التي تعقد في مالابو في غينيا الاستوائية من 30 حزيران الى الاول من تموز.
في المقابل، اتهمت السلطات الليبية في طرابلس حلف شمالي الأطلسي بقتل 15 مدنياً واصابة 20 آخرين في مدينة البريقة النفطية شرق البلاد.
لكن المتحدث باسم مهمة الحلف في ليبيا، نفى من بروكسل أن يكون الحلف الاطلسي ضرب أهدافاً مدنية في منطقة بالبريقة. وقال «انما قصف أهدافاً عسكرية مشروعة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)