القاهرة | وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف يقابلها استنفار أمني غير مسبوق، يفتتح اليوم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قناة السويس الجديدة بمشاركة عدد من رؤساء العالم الذين سيشاركون مصر الاحتفال بإنجاز المشروع خلال عام واحد فقط.
ويشهد الحفل مشاركة دولية رفيعة المستوى، إذ يحضر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، في أول زيارة رسمية له إلى مصر، كذلك يحضر رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، إضافة إلى ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وأمير الكويت، وملك البحرين ونظيره الأردني، وولي عهد أبو ظبي ورؤساء اليمن وفلسطين والعراق والسودان وعدد من الدول الأفريقية، بينما تلقت الرئاسة اعتذاراً رسمياً من أمير قطر، تميم بن حمد، عن عدم الحضور «لارتباطات داخلية» مع إنابة وزير المواصلات، جاسم بن سيف السليطي. وسيكون من بين الحاضرين أيضاً رئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس، فيما يمثل بريطانيا وزير دفاعها، مايكل فالون، إلى جانب حضور ممثلين عن حكومات ألمانيا، والصين، وكوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية، ووفد من الكونغرس الأميركي.

يعمل ربع مليون
ضابط وجندي على تأمين إجراءات الحفل


وفي سياق التحضيرات اللوجستية للحفل، تسلمت قوات الحرس الجمهوري المنصة الرئيسية لتأمينها، بينما تولت قوات الجيش تأمين المناطق الأمامية في القناة الجديدة بالإضافة إلى تمشيط المناطق الملاصقة للشريط الملاحي. وأسندت إلى قوات الشرطة مهمة تمشيط الخطوط الخلفية للقناة، إضافة إلى الطرق المؤدية إلى مدن القناة.
ومن المقرر أن يعلن السيسي إطلاق مشروعات قومية جديدة يجري العمل عليها خلال مدد زمنية محددة، في الحفل نفسه، بالإضافة إلى مشاهدة استعراضات وإطلاق احتفالات فنية بالقناة الجديدة تستمر من ظهر اليوم حتى ما قبل منتصف الليل بقليل.
وأعلن وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، أن القوات المكلفة تأمين الاحتفال اجتازت «اختبارات الأمان» قبل الافتتاح، مضيفاً أن «رجال وزارة الداخلية أثبتوا قدرتهم على تأمين البلاد خلال الاحتفالية الكبيرة». وأوضح عبد الغفار أن أكثر من 250 ألف ضابط وجندي في وزارة الداخلية رفعوا درجة الاستعداد في نواحي البلاد كافة. وتجوب الشوارع قوات لتأمين المنشآت إلى جانب قوات الانتشار السريع التي تمركزت في مواقع مختلفة. كما أكد الوزير أنه تم تطبيق محاور الخطة الأمنية بالمجرى الملاحي أثناء حفل افتتاح القناة عبر قيادات وضباط القوات المسلحة، مؤكداً أن هناك تعاوناً وتنسيقاً كاملين لضمان تحقيق أهداف الخطة الأمنية.
تأتي تصريحات وزير الداخلية وسط مخاوف من استغلال الجماعات المسلحة، كتنظيم «ولاية سيناء» وغيره، لإمكانية التراخي الأمني في بقية محافظات البلاد، خصوصاً أن أعداداً كبيرة من الضباط والمجندين قد انتُدبوا للعمل مؤقتاً في تأمين حفل افتتاح القناة، اعتباراً من أول من أمس. ودفعت «الداخلية» بتعزيزات إضافية إلى مقارّ السفارات في القاهرة، إضافة إلى نشر فرق من خبراء المفرقعات في القاهرة الكبرى للتعامل مع أي قنابل يعثر عليها.
وتفقد رئيس «هيئة قناة السويس»، الفريق مهاب مميش، موقع الحفل، في الجانب الشرقي من القناة، وحضر عرضاً تجريبياً ليخت «المحروسة»، الذي شهد الاحتفال بافتتاح قناة السويس الحالية عام 1865. ويشارك هذا اليخت في الاحتفال بصعود عبد الفتاح السيسي عليه وإطلاق إشارة بدء تشغيل القناة الجديدة.
من جهة أخرى، قال عضو مجلس إدارة «هيئة قناة السويس» ورئيس إدارة البحوث والتخطيط، محمود رزق، إن مصر ستستغل وجود الكراكات لحفر ممر مائي جديد أو ما أطلق عليه إعلامياً تسمية «القناة الثالثة» توفيراً للنفقات، مشيراً إلى أن القناة الجديدة ستكون في شرق التفريعة بطول 9 كيلومترات، وستقل تكلفتها الاستثمارية عن 100 مليون دولار، على أن تمولها الهيئة نفسها، فيما يهدف مشروع القناة الثالثة إلى تقليل مدة انتظار السفن في منطقة شرق التفريعة.
داخلياً، أثارت دعوات حضور حفل الافتتاح أزمة بين بعض التيارات السياسية. ففي الوقت الذي لم توجه فيه الدعوة إلى المرشح الرئاسي الأسبق، أحمد شفيق، (المقيم في دولة الإمارات) لحضور الحفل، حرص شفيق على توجيه تهنئة إلى السيسي لمناسبة افتتاح المشروع الجديد. بينما عبّر سليل الملكية في مصر، أحمد فؤاد الثاني، عن ضيقه بسبب عدم دعوته إلى حضور الافتتاح، خاصة بعدما تلقى دعوة شفهية من الشركة المنظّمة للحفل، قبل أن تقوم رئاسة الجمهورية بنفي توجيه الدعوة إليه.
كذلك، أثارت صورة جدارية وُزِّعَت على نطاق واسع، تجمع عبد الفتاح السيسي مع الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، حالة من الغضب لدى أنصار الرئيس الأسبق، حسني مبارك، بسبب تجاهله.
في سياق متصل، عُلم أن «هيئة قناة السويس» تعمل على استغلال باقي الأموال في إنشاء ستة أنفاق أسفل القناة الجديدة مخصصة للسيارات والقطارات عند مدينتي الإسماعيلية وبورسعيد، وهي المشروعات التي بدأ التجهيز لها بالفعل. وتتوقع الحكومة أن يسهم المشروع الذي اشتغل فيه 43 ألف عامل في زيادة إيرادات القناة السنوية من 5.4 مليارات دولار حالياً إلى 13.3 مليار دولار بحلول عام 2023، وهي إيرادات يرى كثير من الخبراء أنها متفائلة، خاصة مع تباطؤ حركة التجارة العالمية واتجاه شركات الشحن إلى استخدام الشاحنات العملاقة ترشيداً للنفقات.
وعملياً، لا تتوقع الحكومة في تقاريرها الرسمية زيادة إيرادات القناة خلال العام المالي الجاري الذي ينتهي في 30 حزيران 2016 إلا بمقدار 100 مليون دولار فقط لتصل إلى 5.5 مليارات دولار، بينما تعول على مشروع محور تنمية قناة السويس الذي سيصدر الرئيس السيسي قراراً بالبدء في تنفيذه خلال الاحتفال اليوم الخميس، من أجل تحقيق طفرة اقتصادية خلال السنوات المقبلة.




المخطوف الكرواتي في قبضة «ولاية سيناء»

هدّد تنظيم «ولاية سيناء»، المبايع لـ«داعش»، بذبح رهينة كرواتي كانت وزارة الخارجية في بلاده قد قالت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي إن مسلحين خطفوه في منطقة القاهرة الكبرى، واكتفت بنشر الحرفين الأولين من اسمه وهما (تي. اس.).
وبثت حسابات تابعة لـ«داعش» على شبكات التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً يظهر «الرهينة الكرواتي»، الذي عرّف نفسه باسم توميسلاف سلوبك (30 عاماً)، وهو يرتدي زي الإعدام البرتقالي اللون، ويقف وراءه أحد المسلحين ممسكاً بسكين في يده. وبينما ذكر سلوبك أنه يعمل لدى شركة CGC الفرنسية للنفط، وأن مسلحين اختطفوه في الثاني والعشرين من ذلك الشهر، لم يعلق المسؤولون المصريون على ذلك.
وأورد الفيديو بعنوان «رسالة إلى الحكومة المصرية»، عشية افتتاح قناة السويس الجديدة، أن التنظيم يريد مبادلة هذا الرهينة بـ«جميع الأسيرات المسلمات» المحتجزات داخل السجون المصرية خلال 48 ساعة.
(الأخبار، رويترز)