أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ما يخص صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط تساؤلات حول محتوى الاقتراح الالماني الخاص بالصفقة، وحقيقة رفض من «حماس»أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، وجود مقترح ألماني جديد في ما يخص صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، مشيرة إلى أن رفض الصفقة جاء من أسرى الحركة الإسلاميّة في السجون، وذلك نقلاً عن «مصدر في حماس».
وأوضحت الصحيفة أن «أحدث عرض نقله الوسيط الالماني قبل نحو شهرين تضمن تحرير نحو 970 سجيناً الى الضفة الغربية، وإبعاد نحو عشرة أسرى إلى الدول العربية، مع الإبقاء على من سمّتهم «السجناء الكبار» في إسرائيل. وفي تعريفها لهؤلاء السجناء، أعطت الصحيفة مثلاً «عباس السيد مخطط العملية في فندق بارك، أو ابراهيم حامد الذي خطط لسلسلة عمليات تفجيرية في كافتيريا جبل المشارف، في مقهى هيلل وفي نادي في ريشون لتسيون». وتابعت الصحيفة روايتها قائلة إنه «بعد سلسلة من المباحثات، وافقت اسرائيل على قبول العرض الجديد للوسيط الالماني. ونقل العرض الى حماس مع بيان يفيد بأن اسرائيل مستعدة لأن تجري الصفقة حسب الصيغة المعروضة». وأضافت أنه «جرت في حماس مباحثات على مستوى عال في دمشق والقاهرة، وفي ختامها وافقت القيادة على الصفقة. ونقل العرض الى قيادة أسرى حماس في السجون في اسرائيل لإقراره. غير أنهم رفضوه تماماً وأبلغوا القيادة في دمشق بأنهم ليسوا مستعدين للتحرر من السجن حسب هذه الصيغة».
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحركة قوله إن قائد أسرى «حماس» يحيى سنوار، أرسل إلى القيادة رسالة قال فيها «نحن مستعدون للبقاء خمس سنوات اخرى في السجون على أن يتحرر السجناء في القائمة الاصلية، بمن فيهم السجناء الذين تعارض اسرائيل تحريرهم». وأضافت أنه «نقل البلاغ الى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، وتضمن أيضاً طلباً لقيادة سجناء حماس في السجون أن تكون المفاوضات في الصفقة تحت مسؤولية الذراع العسكرية برئاسة احمد الجعبري، لا بيد الذراع السياسية».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن قيادة حركة «حماس» في دمشق وغزّة تريد الصفقة. وادّعوا أن «من أمر يحيى سنوار بعرقلة الصفقة هو أحمد الجعبري قائد الذراع العسكرية». ورأوا أن هذا «يعد جلعاد شاليط ذخراً له، ويتخوف من أنه اذا تحرر فستكون اسرائيل حرة في العمل ضده». وأشارت الصحيفة إلى أنه بناءً على هذه المعطيات اتخذت مصلحة السجون قراراً بعزل سنوار في السجن الانفرادي، وهو ما دفع الأسرى إلى الإعلان أمس عن إضراب عن الطعام.
وقالت وزارة الأسرى في الحكومة المقالة، في بيان صحافي، إن أسرى «حماس» أعلنوا «النفير العام» احتجاجاً على ممارسات مصلحة السجون القاسية «القمعية بحقهم»، وخصوصاً عزل عدد من قادة الحركة انفرادياً. وذكرت الوزارة أن أسرى الحركة قرروا خوض إضراب عن الطعام لمدة يوم واحد، على أن تتبعه إضرابات أخرى إذا لم تتوقف إدارة السجون عن استهداف قادة الأسرى بالعزل.
وأوضحت أن عنوان الإضراب، كما أعلن الأسرى، سيكون إخراج الأسير يحيى السنوار من العزل الانفرادي، خشية على حياته لكونه يعاني مشاكل صحية كبيرة لا تسمح ببقائه في العزل. وتحدثت مصادر فلسطينية عن عزل مصلحة السجون الإسرائيلية سبعة على الأقل من أبرز قادة (حماس) الأسرى بناءً على توصيات الدوائر الأمنية، في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشديد ظروف الاعتقال.
ونددت مؤسسة «الضمير لحقوق الإنسان» بتصريحات نتنياهو القاضية بوقف ما وصفها بـ«الامتيازات» للأسرى الفلسطينيين، بعد أقل من شهر على إقرار الكنيست الإسرائيلي القراءة التمهيدية لمشروع قانون جديد يدعى «الباب الدوار»، والذي يسمح بإعادة أي معتقل يطلق سراحه مرة أخرى من دون محاكمة.
ورأت المؤسسة أن هذه التصريحات تعني احتمال تعرض المعتقلين الفلسطينيين للمزيد من «الجرائم»، وتزيد من حجم المعاناة التي يعيشونها بسبب ظروف الاعتقال التي لا تراعي أو تحترم الحد الأدنى من شروط الاعتقال.
(الأخبار)