شنت فصائل «جيش الفتح» هجوماً عنيفاً على نقاط الجيش السوري في بلدة البحصة، (4 كلم عن جورين)، في سهل الغاب شمال غربي حماه، حيث تقدمت فيها بعد أن سيطرت على مدرسة البلدة وتمركزت فيها، ما دفع المئات من أبناء سهل الغاب إلى الاستنفار إلى جانب الجيش.
وبدأ المسلحون هجومهم من محور السرمانية على بلدة فورو التي انسحب منها الجيش بعد قصف عنيف من قبل المهاجمين الذين تابعوا تقدمهم نحو بلدتي الصفصافة والبحصة، حيث تدور فيهما معارك عنيفة.
وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ المعارك لا تزال مستمرة في محيط بلدة الصفصافة، في وقت استطاع فيه المسلحون اختراق تحصينات الجيش في بلدة البحصة والوصول إلى مدرسة البلدة، ونصب قناصة فيها، أدت إلى شل حركة عناصر الجيش الذي حصن مواقعه في محيطها لمنع تقدم المسلحين باتجاه بلدة جورين التي تضم مواقع عسكرية عديدة، وتشكلّ مدخلاً لجبال اللاذقية.
وأفاد مصدر عسكري بأن الجيش استوعب الهجوم، وسارع إلى تعزيز مواقعه في المنطقة، لمنع تمدد المسلحين واستعادة المناطق التي سيطروا عليها، حيث سبق المعارك تمهيد مدفعي وغارات لسلاح الجو على مواقع المسلحين.
وفور اقتراب الخطر الذي بات يهدد عشرات آلاف المدنيين في سهل الغاب، بدءاً من بلدة جورين وانتهاءً بعين كروم، احتشد المئات من رجال وشبان بلدات سهل الغاب، وتوجهوا إلى مشارف بلدة البحصة لمساندة الجيش، في عملية صد الهجوم الكبير، الذي يسعى فيه المسلحون للوصول إلى جورين، التي يمر منها طريق صلنفة ــ اللاذقية. كذلك استقدم المسلحون تعزيزات كبيرة من جبل الزاوية وريف اللاذقية الشمالي للمشاركة في الهجوم.
وعلى الجبهة المقابلة لجورين، ما زالت المعارك تتركز في محيط تل أعور، بعد سيطرة مسلحي «جيش الفتح» على تل حمكة، شرقي جسر الشغور، بالتزامن مع معارك عنيفة في محيط بلدة المنصورة وصوامع الحبوب، في محاولة من المسلحين لتخفيف الضغط على جبهة البحصة.
وبالتزامن مع مواجهات الشمال، حقق «داعش» تقدماً في المنطقة الوسطى، حيث اقتحم بلدة القريتين، في ريف حمص الشرقي. تنظيم «الدولة» بدأ «غزوته»، كالعادة، بعمليات انتحارية، استهدف فيها 3 حواجز للجيش تقع عند مداخل البلدة. وتلا ذلك هجوم عنيف من قبل المسلحين، حيث ما زالت تدور الاشتباكات. ويأتي سقوط القريتين في حال فشل الجيش في استردادهما سريعاً، في سياق «تمدد» التنظيم في الريف الشرقي لحمص، بعد سيطرته على مدينة تدمر في أيار الماضي.
إلى ذلك، واصلت قوات المقاومة والجيش عملياتها في مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، مستهدفة تجمعات المسلحين في محور شارع بردى جنوب غرب المدينة بصواريخ موجهة، أدت إلى مقتل المسؤول الميداني في «جبهة النصرة»، عبد الرحيم خريطة، المعروف بـ«ابو علي خريطة» وآخرين. ويشار إلى أن «خريطة» يتولى مسؤولية المجموعات «المضادة للدروع»، و«اليد اليمنى» لمحمد زيتون مسؤول «النصرة» في المدينة. كذلك سيطر الجيش على عدد من كتل الأبنية في حي زعطوط، في الجهة الشمالية الشرقية من الزبداني، ليواصل تقدمه باتجاه وسط المدينة.
في المقابل، أعلنت «حركة أحرار الشام» توقف المفاوضات مع وفد إيراني، في تركيا، بخصوص تأمين «حماية المحاصرين» في الزبداني، وذلك «لإصرار الوفد على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين، وتهجيرهم إلى مناطق أخرى». وأشارت الحركة، في بيانها، إلى أن مشروع ايران يقضي بـ«تفريغ دمشق وما حولها، والمناطق الحدودية من الوجود السني». وذكرت مواقع معارضة أن المفاوضات هدفت إلى «إيقاف الهجوم على الزبداني»، مقابل توقف المسلحين عن قصف قريتي «كفريا والفوعة» في ريف إدلب.