رجّح مندوب روسيا لدى حلف شمالي الأطلسي، دميتري روغوزين، أمس، أن يكون الحلف يعدّ لعملية عسكرية برية في ليبيا، فيما تصاعد الجدل بين موسكو وباريس بشأن إلقاء أسلحة للمعارضة الليبية في الجبل الغربي. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن روغوزين قوله: «أعتقد أننا الآن نشهد المرحلة التحضيرية لعملية برية يستعد الناتو أو على الأقل أحد أعضائه لشنها». ورأى أن تزويد فرنسا بالأسلحة للمعارضة الليبية هو «انتهاك خطير لقرار مجلس الأمن الدولي» الرقم 1970 الذي صدر في شباط الماضي بعد بدء الاحتجاجات في ليبيا، وينص على حظر توريد الأسلحة إلى هذا البلد.إلا أن وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أصرّ على أن هذه الخطوة ليست خروجاً عن قرار مجلس الأمن. ولفت جوبيه، رداً على سؤال بشأن الانتقادات الروسية لتسليم أسلحة إلى المعارضة، قائلاً: «لم نخرج عن إطار قرارات مجلس الأمن. لقد أبلغنا مجلس الأمن وشركاءنا في الحلف الأطلسي».
وتابع جوبيه: «لدينا خلافات بشأن هذه النقطة (مع روسيا)، وهذا لا يمنعنا من العمل معاً». وأكد الوزير الفرنسي لإذاعة «فرانس انتير» أن باريس لم تزود الثوار «إلّا أسلحة للدفاع عن النفس».
وبدا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من جهته منتقداً إلقاء أسلحة فرنسية للمعارضة، مندداً بـ«التفسيرات» المختلفة لقرار الأمم المتحدة الذي يتيح اللجوء إلى القوة لحماية المدنيين. وقال: «هناك موقف حرج جداً حالياً، إذ يمكن تفسير (القرارات بشأن ليبيا) كيفما كان». وأضاف لافروف: «أجاب آلان جوبيه عن سؤالي بالقول إن في القرار 1973 المادة الرابعة التي تسمح لأي طرف بأن يفعل ما يريد لأي سبب».
ويجيز القرار 1973 اللجوء إلى القوة لفرض احترام منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمنع العمليات الجوية ضد المدنيين. وبحسب المادة الرابعة في القرار التي انتقدها لافروف «على الدول الأعضاء المعنية أن تُبلّغ فوراً الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية... عن التدابير المتخذة لهذه الغاية».
من جهته، قال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، عبد الحفيظ غوقة: «ما من شك في أن الليبيين في جبال نفوسة (غرب) يعيشون اليوم بأمان بفضل شجاعة الثوار وبطولتهم، وأيضاً حكمة فرنسا ودعمها».
وأكد منسق المجلس الوطني الانتقالي في فرنسا، منصور سيف النصر، لوكالة «فرانس برس» على هامش القمة الـ17 للاتحاد الأفريقي في مالابو، أن الثوار مستعدون لوقف القتال إذا ما تنحى الزعيم الليبي عن السلطة. وقال إنه «إذا رأينا أن القذافي ينسحب، فنحن جاهزون لوقف (القتال) والتفاوض مع أشقائنا الموجودين حول القذافي». وتابع: «إذا تقدمت العمليات العسكرية لتطويقه في طرابلس فسيوافق (القذافي). القذافي معزول. إنه في ملجئه غير قادر على التنقل، هذه ليست طريقة حياة». وأضاف: «نحن مستعدون لكل شيء، لحل سياسي أو عسكري»، مجدداً التأكيد أن المجلس الوطني الانتقالي يريد قبل كل شيء رحيل القذافي.
وفشل الاتحاد الأفريقي خلال قمته في مالابو أول من أمس في التوصل إلى توافق على موقف مشترك من الأزمة في ليبيا، وقرر بالتالي استئناف المفاوضات بشأن هذا الملف الجمعة، حسبما أعلن مصدر رسمي.
ومن بين الاقتراحات التي يجري تدارسها وقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول فرق الاغاثة الانسانية والبدء بعملية انتقالية وإجراء انتخابات ديموقراطية ونشر قوة حفظ سلام دولية.
إلى ذلك، عبّر 51 في المئة من الفرنسيين عن معارضتهم التدخل العسكري للحلف الأطلسي في ليبيا، حسبما جاء في استطلاع للرأي أجراه معهد «ايفوب» ونشرت نتائجه أمس صحيفة «لومانيتيه» اليومية الشيوعية.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)