استعادت سوريا امس مشهد التظاهرات في عدد من المدن، انقسم خلالها المشاركون بين معارضين للنظام أحيوا «جمعة ارحل» وبين مؤيدين أبدوا دعمهم للإصلاح في سوريا، فيما سجل سقوط عدد من القتلى تضاربت الأنباء حول اعدادهم. وتحدثت وكالة «اسوشييتد برس» عن مقتل 12 متظاهراً، فيما أفادت وكالة «رويترز» عن مقتل 9 أشخاص. أما وكالة «فرانس برس»، فنقلت عن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي قوله إن «ستة متظاهرين قتلوا عندما اطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في عدة مدن سورية»، موضحاً أن «ثلاثة اشخاص قتلوا في حمص (وسط) واثنين في حي القدم في دمشق بالاضافة الى قتيل في داريا (ريف دمشق)». كذلك تحدثت الوكالة عن مقتل شخص سابع «في حي المسبح في مدينة اللاذقية الساحلية متأثراً بجراحه عندما ألقى مجهول قنبلة من سيارة».وشهدت مدينة حماه، للأسبوع الخامس على التوالي، أكبر التظاهرت. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي حديثه عن خروج «عشرات الآلاف في مدينة حماه». وأشار إلى أن «عشرات الآلاف خرجوا للتظاهر في مدينة دير الزور منطلقين من عدة مساجد، وبخاصة من المسجد الكبير، باتجاه ساحة الحرية»، فيما «خرج نحو 15 ألف متظاهر في مدينة القصير في حمص». وفي مدينة قطنا (ريف دمشق)، تحدث ريحاوي عن «مشاركة المئات»، مشيراً إلى «محاولات للتظاهر في مدينة داريا في ريف دمشق، وأن المنطقة شهدت اعتقالات في الصباح قبل صلاة الجمعة».
كذلك خرج للتظاهر المئات في مدينة الميادين (شرق) والبوكمال (شرق) وبنش وكفر نبل الواقعتين في ريف ادلب بالاضافة الى تظاهرات في منطقة القدم والحجر الاسود ومضايا والزبداني (ريف دمشق) وفي عامودا (شمال شرق).
وأشار الناشط عبد الله خليل الى «ان قوات الامن أغلقت الباب على متظاهرين في الجامع الكبير في الرقة (شمال) حتى ان عناصر موالية للنظام قامت بتظاهرة تأييد لوأد التظاهرة». ولفت «إلى تظاهرة ضمت نحو الف شخص في مدينة الطبقة (شمال)».
من جهته، تحدث موقع «سيريا نيوز» عن خروج عدة تظاهرات في عدة أماكن من ضواحي دمشق، لافتاً إلى احتشاد «الألاف في منطقة الحجر الاسود»، «هتفوا للحرية وللشهيد ورددوا شعارات مناهضة للنظام». كذلك تحدث الموقع عن ورود معلومات عن تظاهرات في منطقة القدم، وفي منطقة حرستا، بالاضافة إلى خروج تظاهرة محدودة في منطقة كورنيش الميدان.
في المقابل، تحدثت وكالة الأنباء السورية عن تظاهرات تأييد للنظام، شهدتها عدة مناطق سورية. ولفتت إلى قيام «الآلاف من أبناء محافظة السويداء خلال مسيرة جماهيرية حاشدة في بلدة القريا، معقل قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش برفع العلم العربي السوري بطول 1700 متر تعبيراً عن حبهم ووفائهم للوطن ودعماً لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد».
وتحدثت «سانا» عن خروج أهالي حي الاشرفية في حلب في مسيرة عفوية من خلالها عن دعمهم لبرنامج الإصلاح الوطني، وإصرارهم على الالتفاف حول وطنهم وقيادتهم ليسيروا بوطنهم إلى بر الأمان. ووفقاً لـ«سانا» رأى الأهالي أن «هذا التجمع الرائع هو واجب وطني وقومي للرد على كل ما يحاك ضد سوريا ودحض ما تبثه قنوات التحريض والتضليل».
كذلك شهد باب توما بدمشق تظاهرة دعماً لبرنامج الإصلاح وتأكيداً على الوحدة الوطنية، وذلك بعد يوم واحد من عدد من المبادرات الشعبية والمسيرات التي خرجت تأييداً للنظام في أكثر من منطقة. من جهةٍ ثانية، تحدثت الوكالة عن عودة 140 من النازحين الذين لجأوا إلى تركيا، فيما أشارت وكالة «فرانس برس» إلى نزوح نحو 150 شخصاً منذ اول من أمس من بلدة القصير السورية الى الاراضي اللبنانية في الشمال، عبر معبر بلدة الكنيسة الحدودية الترابي.
في هذه الأثناء، تمكنت القوات السورية الخاصة، وفقاً لمصدر عسكري سوري، من تحرير مجموعة من الضباط والأفراد وقعوا أول من أمس في كمين محكم نصبته عناصر «التنظيمات الإرهابية المسلحة» في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب، شمال غرب البلاد. وأضاف المصدر أن «العملية نفذت من دون أي خسائر بالأرواح وتمكنت الوحدة المنفذة من إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية المسلحة وإيقاع العديد من الخسائر في صفوفهم».
وفي السياق، قال رئيس أركان الجيش السوري، العماد داود راجحة، خلال تخريج دورة جديدة من ضباط الكلية السياسية العسكرية اول من امس، إن «سوريا تواجه اليوم مؤامرة كبرى وحرباً حقيقية تستهدف وجودها وكيانها، ويعتمد فيها الغرب على تشويه الحقائق وتزييف المعلومات واختلاق الأحداث وفرضها باستخدام التعتيم المتعمد للحقيقة والتشكيك فيها ومحاولة إشغال المتلقين بفبركات وأحداث افتراضية ليس لها أساس من الصحة أو الصدقية».
(أ ف ب، سانا، رويترز، يو بي آي)