لم ينجح رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت، في إخماد الأزمات الكثيرة المشتعلة في وجهه من خلال إجراء تعديل حكومي كبير شمل 11 حقيبة وزارية، أول من أمس، إذ قرّر البرلمان، أمس، طلب استفتاء المجلس العدلي لتفسير الدستور بإعادة التصويت على اتهام البخيت في قضية كازينو البحر الميت. وجاءت نتيجة التصويت بأغلبية 86 نائباً من أصل 101 حضروا الجلسة. وكان 53 نائباً قد صوتوا الاثنين الماضي على تبرئة البخيت من قضية فساد الكازينو، في مقابل 50 نائباً وجهوا إليه الاتهام في القضية، ما أدى إلى حدوث أزمة برلمانية وسياسية تمثلت في إعلان أربعة من أعضاء مجلس النواب مقاطعة جلسات المجلس، واستقالة أربعة آخرين احتجاجاً على تبرئة رئيس الوزراء. وفي السياق، وجّه مجلس النواب الاتهام بأغلبية 83 نائباً إلى وزير السياحة الأسبق أسامة الدباس في القضية نفسها.وتعود جذور القضية إلى توقيع الحكومة السابقة، التي كان يرأسها البخيت بين عامي 2005 و2007، اتفاقاً مع مستثمر أجنبي لبناء كازينو على شاطئ البحر الميت، قبل أن يلغى الاتفاق لاحقاً رغم وجود شرط جزائي كان سيكلف المملكة نحو مليار دينار (1,4 مليار دولار). وقد توصلت حكومة رئيس الوزراء نادر الذهبي، الذي خلف البخيت عام 2007، إلى تسوية مع المستثمر بعد اتفاق على منحه أراضيَ لغرض الاستثمار.
وقد أجرى البخيت يوم السبت تعديلاً على حكومته، قابلته المعارضة الإسلامية في المملكة باعتبار أنه «مستفز»، وسط إصرارها على استبدال رئيس الوزراء نفسه. وأصدر الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي يزور السعودية حالياً، إرادة ملكية بالموافقة على التعديل الأول على حكومة البخيت التي ألّفها في 9 شباط الماضي بحيث شمل التعديل دخول 9 وزراء جدد إلى الحكومة، وتغيير حقيبتي وزيرين. وأبرز ما حمله التعديل تعيين مازن الساكت، الذي كان يتولى منصب وزير تطوير القطاع العام ووزير التنمية السياسية، حقيبة الداخلية خلفاً لسعد هايل السرور، فيما تولى محمد عدينات، الذي كان يشغل منصب وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء، منصب وزير تطوير القطاع العام، كما عُيّن إبراهيم العموش وزيراً للعدل خلفاً للوزير المستقيل حسين مجلي. ورأى الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، حمزة منصور، أن «التعديل جاء كتحدّ لمشاعر الأردنيين، ومستفزاً لمن خرجوا في مختلف المحافظات مطالبين بإقالة الحكومة ورئيسها، وبحل مجلس النواب وبانتخابات نيابية مبكرة».
(أ ف ب، يو بي آي)