تظاهر المئات من المستوطنين اليهود المتطرفين، أمس، احتجاجاً على اعتقال الحاخام يعكوف يوسيف، على خلفية قضية كتاب «توراة الملك» التحريضي، رغم إطلاق سراحه بعد أقل من ساعة.وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد «أوقفنا الحاخام يوسيف لاستجوابه بشأن شبهات تتعلق بتحريضه على العنف والعنصرية».
وعمد اليهود المتطرفون بعد اعتقال يوسيف الى التظاهر قبالة المحكمة العليا، حيث استدعي، وعلى مقربة من منزله. وشارك في التظاهرة المئات، من بينهم أعضاء كنيست من اليمين. وعمد المتطرفون خلال التظاهرة الى الانتقام من العرب فهاجموا في القدس المحتلة سيارة تقلّ فلسطينيين، ما أدى الى جرح أحدهم حيث نقل الى المستشفى.
كذلك حاولت مجموعة صغيرة من المتظاهرين قطع طريق رئيسي في القدس المحتلة، وأحرقوا إطارات سيارات وعرقلوا حركة سير ترام، وقالت الشرطة إن «ثلاثة منهم اعتقلوا».
وقال عضو الكنيست اليميني ميخائيل بن أري أمام المحتجين «هذه ليس سلطة قانون. إنها ملاحقة التوراة. هذا يذكرنا بأيام مظلمة في التاريخ. نحن نقول لوزير العدل: هذه الملاحقة تقوي عالم التوراة وتقوي شعب إسرائيل»، أما رئيس الاتحاد القومي يعكوف كاتس فقال «إن المستوطنين يهددون النيابة العامة لأننا أقوياء ونتكاثر. سيأتي يوم ندير فيه الدولة، ونسنّ القوانين، ونحقق ونرى من حاكم الحاخامات ونحاسبه بإذن الله».
والحاخام يوسيف هو ابن عوفاديا يوسيف، الزعيم الروحي لحركة «شاس» المتدينة والمتمثلة في الكنيست والحكومة الإسرائيلية.
وقد أُوقف الاثنين الماضي الحاخام دوف ليور من مستوطنة كريات أربع اليهودية في الخليل بالضفة الغربية المحتلة لفترة قصيرة للسبب نفسه. واحتج المئات من أنصاره وقطعوا شوارع عدة، وتحولت التظاهرات الى أعمال عنف.
والحاخام ليور يعدّ المرشد الروحي للمستوطنين الأكثر تطرفاً. وقد لعن في 1995 رئيس الوزراء في تلك الحقبة إسحق رابين واشتبه آنذاك بأنه أثّر على قاتله يغال عمير.
ونُشر كتاب «توراة الملك» قبل عام ونصف على شبكة الإنترنت. ويحرّض بشكل لا يقبل التأويل على العنف، ويتناول السؤال «متى يُسمح بقتل الغوييم (غير اليهود)؟». وأجاب أنّه يسمح بقتل كل غوي (غير يهودي) «يمثّل خطراً على شعب إسرائيل». إلا أنّ مؤلفي الكتاب الممتد على 230 صفحة حرصوا على عدم ذكر كلمة عرب أو فلسطينيين.
مؤلف الكتاب هو الحاخام إيتسيك شابيرا، من مستوطنة «يتسهور». وقد أُرفقت مع الكتاب موافقة من ثلاثة حاخامات، هم: الحاخام يوسيف غينزبورغ، وقد حقّق معه قبل عام، والحاخامان دوف ليئور ويعاكوف يوسيف اللذان استدعيا للتحقيق، لكنهما لم يصلا الى مكاتب الشرطة. وكان ليئور قد اعتقل الأسبوع الماضي، وأطلق سراحه من دون شروط مقيّدة.
وعلّق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، المدعوم من اليمينيين المتدينين، متأخراً على ما كان يحدث طيلة الأسبوع الماضي، بعدما اتهمته المعارضة الحكومية بالخوف من الحاخامات. وقال «إسرائيل هي دولة قانون، وعلى الجميع احترام القانون. ولا أحد فوق القانون». لكن في المحصلة، يبقى التعامل الإسرائيلي مع هذه القضايا بكفوف من حرير، وخصوصاً في ظل قضية واضحة تحريضية لا تقبل التأويل. ويبقى تعاطي الشرطة معهم كأنّه «تعاطٍ ضمن البيت الواحد»، إذ لم يتعدّ التوقيف الساعة الواحدة.