بدأ الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، أمس، إضراباً شاملاً عن الطعام، لمدة يوم واحد، احتجاجاً على الانتهاكات التي تمارسها مصلحة السجون بحقهم، وذلك على وقع تنظيم اعتصامات وتظاهرات تضامنية في غزة والضفة الغربية المحتلة. وقال «نادي الأسير الفلسطيني»، في بيان، إن الأسرى «قرروا خوض الإضراب ليوم واحد، في خطوة تحذيرية، في ظل وضع السجون الذي بات ينذر بخطر على حياتهم، وخاصة بعد الدعوات المتطرفة التي نادت بها حكومة الاحتلال بالتضييق على الأسرى». وفي السياق، أكدت سلطة السجون الإسرائيلية أن الأسرى الفلسطينيين الذين ينتمون إلى حركة «حماس» أعادوا وجبات الفطور من دون أن يتناولوها صباح أمس، في إطار الإضراب الاحتجاجي على إساءة ظروف اعتقالهم ونقل قسم من قادتهم إلى العزل الانفرادي. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر في سلطة السجون قولها إن أسرى فلسطينيين في خمسة سجون إسرائيلية يشاركون في الإضراب. وادعت أن «الحديث ليس عن إضراب عن الطعام؛ لأن بحوزة الأسرى طعاماً في زنازينهم وبإمكانهم التزود بالطعام من خلال شرائه من حانوت السجن»، مشيرةً إلى أن عدداً كبيراً من الأسرى لا يشاركون في الإضراب. وعقاباً على ذلك، ألغت سلطة السجون الزيارات للأسرى الذين أعادوا وجبات الفطور، وقلصت مدة تجولهم في ساحة السجن. تحرك جاء تتمةً لما بدأه الأسرى الفلسطينيون في سجون عسقلان يوم الجمعة عندما بدأوا إضراباً عن الطعام يستمر لمدة ثلاثة أيام. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عيسى قراقع، في بيان، إن أسرى سجن عسقلان بدأوا بتنفيذ إضراب تحذيري عن الطعام لمدة ثلاثة أيام «احتجاجاً على عملية الدهم والقمع التي جرت بحقهم يوم الخميس»، عندما اقتحمت الوحدات الإسرائيلية الخاصة المعروفة باسم «النحشون»، غرف المعتقلين وأقسامهم وأجبرتهم على التعرّي، فيما دُهمت الغرف والأقسام وفُتِّشت ونُقل أربعة معتقلين إلى سجون مختلفة، هم: كمال الترابي، رائد الحروب، أسعد الشولي، ومحمد أبو ربيعة. ورأى قراقع أن «هذه الهجمة تأتي في سياق السياسة التعسفية التي أعلنها رئيس الحكومة (بنيامين) نتنياهو الهادفة إلى التضييق على حقوق الأسرى وسلبهم كل حقوقهم الإنسانية والمعيشية، وذلك من خلال قوات القمع التابعة لإدارة السجون وبفرض عقوبات فردية وجماعية على الأسرى، أبرزها حرمانهم التعلّم والزيارات والكنتين وزج الأسرى في العزل الانفرادي». وتعترف سلطات الاحتلال بوجود نحو 6300 أسير فلسطيني موزعين على السجون الإسرائيلية، بينهم مئات من المعزولين والمرضى والمحرومين الزيارة العائلية، بينما تؤكد التنظيمات الفلسطينية ووزارة شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية تخطي عدد الأسرى في سجون دولة الاحتلال عتبة الـ11 ألف.(يو بي آي)