تضاربت الأنباء أمس حول مصير «أسطول الحرية2». وبينما أكّد منظمون من الحملة الأوروبية لإنهاء الحصار على غزّة أنّ الناشطين عادوا أدراجهم الى بلادهم، وأنّ الحملة انتهت، ويجري الاستعداد الآن لحملة «سفن العودة»، قال متضامنون أجانب مشاركون في الحملة من اليونان إنهم باقون ولن يعودوا، وإنّ وجهتهم غزّة وهدفهم حريتها، وهم مصرّون على الوصول اليها ولو بعد حين.
وقال أحد أعضاء الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزّة، رامي عبدو، في اتصال مع «الأخبار» إنّ ما جرى خلال الأربعة أيام الماضية في اليونان «كان محاولات اللحظة الأخيرة» لتسيير الأسطول الى غزّة. وأكّد أن الوفود: الأميركي والايرلندي والألماني ـــــ السويسري والايطالي ـــــ الهولندي والاسباني، غادروا الى بلادهم، وإن السفينة اليونانية لم تتحرّك أصلاً من المرفأ. وأضاف أن السفينة النرويجية ـــــ السويدية «جوليانو» تحركت من ميناء الى ميناء، فيما عاد اليخت الفرنسي الذي يحمل 9 أشخاص الى مرفأ كريت للتزود بالوقود، بعدما تمكن من الإفلات من خفر السواحل اليونانية، فاحتجزته السلطات.
رغم ذلك، قال عبدو إنهم يحاولون البحث عن بدائل، والضغط باتجاه 3 مسارات، السياسي عبر أصدقائنا في البرلمانات الأوروبية، والقانوني عبر رفع شكوى ضدّ مخالفة السلطات اليونانية، والشعبي عبر التظاهر والاحتجاج. ورأى أن الهدف من الرحلة قد أنجز وهو «إعادة قضية حصار غزة الى الواجهة». وأضاف «اسرائيل تجيّش كل هذه القوى من أجل بضع سفن مسالمة محملة بالمساعدات الإنسانية».
وأشار المنظم الى أن هذا ليس نهاية حملة التضامن «نظمنا 10 رحلات بحرية ونجحنا في 4». وأكّد أن ما جرى لـ«أسطول الحرية» يشير الى الابتزاز الذي خضعت له اليونان التي تمر بأزمة مالية، عبر اللوبيات الصهيونية التي هددت بالعمل على وقف المساعدات المقررة الى اليونان، ووقف العمل باتفاقية الشراكة بين اسرائيل واليونان.
وبالنسبة إلى تغيير وجهة الانطلاق، قال «توجهنا الى دول عربية كثيرة ورفضت ان ننطلق منها»، أما عن الانطلاق من تركيا، فقد رفض التعليق. وكشف عن أن الخطة المستقبلية ستكون الانطلاق في «سفن العودة»، بحيث يسافر فلسطينيو الشتات عبر البحر بأوراقهم القانونية ويعودون الى ديارهم، «فمن يعيش في أوروبا مثلاً وهو من حيفا يعود اليها»، وهكذا ينطلق فلسطينيو الشتات من كل بقاع العالم ويسافرون الى قراهم، وهؤلاء يملكون عادة أوراقاً رسمية تخولهم الدخول الى الأراضي المحتلة.
ورغم تأكيدات عبدو، أكد الاستاذ الجامعي الكندي، دايفيد هيب، الصامد في اليونان، أنّ السفن لا تزال في المرافئ اليونانية، مع أنه لم ينف أن بعض الناشطين قد غادروا. وقال إن المراكب موزعة في مرافئ مختلفة في اليونان.
وعن الخيارات التي يمكن أن يتخذوها في ضوء الحصار اليوناني لهم، قال هيب «نحن محاصرون في اليونان الآن، وكل الخيارات مفتوحة»، مضيفاً أنهم يدرسون إمكانية تغيير وجهة الانطلاق، لكنهم لن يرحلوا ولن يتخلّوا عن هدفهم وهو «الحرية لأهل غزة».
وقال «لن نستسلم، هدفنا لن يتغير، نحن نبحر من أجل فلسطينيي غزة. لا يهم إن أبحرنا اليوم أو غداً، مجموعة صغيرة أو كبيرة من المراكب، لقد ربحنا المعركة الإعلامية ضد اسرائيل، حتى من قبل أن نبحر».
ورغم الاجراءات اليونانية، أكد هيب أن غالبية الشعب اليوناني تساند القضية الفلسطينية، وأسطول الحرية. وأوضح أنهم حصلوا على دعم اتحاد غرف التجارة، والأحزاب المعارضة اليسارية، والمواطنين العاديين. وأشار الى أن بعض خفر السواحل الذين أوقفوهم أخبروهم بأنهم معهم ويساندونهم.
ودعا الى تنظيم تظاهرات أمام السفارات اليونانية والاسرائيلية والأميركية، لافتاً الى حصول تظاهرات في كل من كندا واستراليا وبلجيكا والدانمارك وغيرها من الدول، على خلفية موقف الحكومة اليونانية.