واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ممارسة هوايته في قول الشيء والعدول عنه في غضون ساعات، عندما تراجع، وفي وقت متأخر من ليل أول من أمس عن التلويح بخيارات أخرى غير المفاوضات بعد أيلول المقبل، مجدداً رفضه خيار الانتفاضة المسلحة، وذلك على وقع استمرار انتقاد جديد وجهته حركة «حماس» لخيار اللجوء إلى الأمم المتحدة، واستمرار زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لأوروبا الشرقية لحشد التأييد لدولة الاحتلال. وقال عباس، خلال لقائه وفداً برلمانياً «إن المفاوضات هي الأساس للوصول إلى الحل، ولا يوجد عندنا خيارات، ولن أعود للانتفاضة المسلحة بل خيارنا سلمي بدأ الربيع العربي يطرحه وينادي به».
وتابع «بالنسبة إلينا، المفاوضات ثم المفاوضات ثم المفاوضات»، في ما فسرته بعض وكالات الأنباء بأنه تراجع عن تلويحه بوجود سبعة خيارات لدى السلطة إذا فشلت المفاوضات. وأضاف أبو مازن «قالوا (الأميركيون) إذا ذهبتم للأمم المتحدة فسوف نستخدم الفيتو، فأجبناهم بأنه إذا باتت المفاوضات معطلة ولا تريدون منا التوجه للأمم المتحدة فما هو الخيار الثالث؟ فاعترفوا بأن لا حل عندهم». وأشار إلى أنه «إذا فشل خيار المفاوضات، فلن يبقى أمامنا إلا الله والتوجه إلى أعلى منبر عالمي وهو الأمم المتحدة»، مذكراً بأن القيادة الفلسطينية استطاعت تجنيد موافقة 117 دولة لصالح الموقف الفلسطيني إذا ما طرح موضوع الدولة الفلسطينية على الأمم المتحدة. وعن هذا الموضوع رأى أنه «يمكن أن يكون لدينا 125 إلى 126 دولة تؤيدنا مع حلول أيلول المقبل، والدول التي لا تعطينا سفارة رفعت تمثيلنا السياسي، وهذه خطوات مهمة ونقدّرها». كذلك أعلن عباس بدء القيادة الفلسطينية بجملة تحركات دبلوماسية عبر إرسال وفود فلسطينية إلى العديد من الدول من أجل الالتقاء بالجميع ووضعهم في صورة موقفها السياسي. وطمأن إلى أنّ قيادته «تسير بخطى ثابتة تجاه موعد أيلول المقبل، وما يسبقه من تحركات سياسية، بما في ذلك اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في 11 من الشهر الجاري، ثم اجتماع لجنة المتابعة العربية التي تضم 15 دولة عربية».
كلام ردّ عليه القائد في حركة «حماس» محمود الزهار، الذي رأى أن عبّاس «يتعرض لضغوط إسرائيلية وأميركية لعدم تطبيق اتفاقية المصالحة الفلسطينية»، لافتاً إلى أن «آماله بالحصول على اعتراف في الأمم المتحدة بدولة فلسطينية في أيلول لا معنى لها». ووضع الزهار مماطلة عباس في قضية تطبيق المصالحة والاتفاق على حكومة وحدة وطنية، في خانة «رغبته في تأجيل كل شيء إلى حين ما يسمى زوراً وبهتاناً استحقاقات أيلول التي ليس لها معنى والتي تعد الشعب الفلسطيني بلا شيء». وفي السياق، أوضح أن التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة «سيصار إلى التحايل عليه بدعوة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى جلسات على النمط السابق حتى تجاوز شهر أيلول، وبعد ذلك سيجد أبو مازن الباب المغلق نفسه بانتظاره، لأن هذه حيل سياسية».
من جهة ثانية، بقي رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف غامضاً، خلال استقباله نتنياهو في صوفيا، بشأن موقف دولته احتمال دعم تل أبيب ضد إعلان الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة. ورداً على سؤال لمعرفة كيف ستصوت بلغاريا في نيويورك، أجاب بوريسوف «سترون لحظة التصويت. لا يزال هناك وقت. فهم (الفلسطينيون) لم يتقدموا بعد (بطلب الاعتراف بالدولة)».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)