تباينت ردود الأفعال إزاء ظهور الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، على التلفزيون في خطاب هو الأول إثر تعرّضه وكبار رجال الدولة لمحاولة اغتيال في الثالث من شهر حزيران الماضي، فيما طرح هذا الظهور الذي أظهر صالح مشوهاً ويعاني من حروق في الوجه سؤالاً حول عجزه عن الاستمرار في السلطة.وقال رئيس تحرير وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) السابق، نصر طه مصطفى لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» «الحمد لله على سلامة علي عبد الله صالح تألمت مما حصل له ورثيت لحاله، وإن كان هو من سعى لأن يكون هذا حاله».وأضاف طه مصطفى الذي كان يعد أحد أبرز المقربين من صالح قبل أن يعلن انضمامه للمحتجين المطالبين بإسقاط النظام رغم كل شيء، لا يهم علي عبد الله صالح»، متسائلا «متى سنقول للوطن الحمد لله على سلامتك يا وطن؟ ساعتها فقط، حق علينا أن نحتفي ونبتهج بمناسبة شفاء وطننا».
وقال الناشط السياسي كريم علي، الذي كان من أكبر معارضي صالح، لكنه عدل عن ذلك بعد أن شاهده على التلفزيون «اختلفت معه كثيراً وعارضته كثيراً وتمنيت أن يرحل من على كرسي الحكم.. (لكن) اليوم أقف له احتراماً وإجلالاً لأنه أنكر ذاته وشخصه وفضل مصلحة اليمن على مصلحته الشخصية».
وقال عضو المجلس الأعلى لأحزاب (اللقاء المشترك) أمين عام حزب الحق، حسن زيد «أعتقد أن ظهور الرئيس خطوة مدروسة سمحت بها السعودية لتحريك جمود الموقف السياسي، وسيتبعها خطوات في اتجاه تفويض النائب الفريق عبد ربه منصور بالسلطة تمهيداً لتشكيل حكومة».
ورأى ان ظهور صالح كان تجنباً للفراغ الدستوري عند العجز عن إجراء انتخابات خلال60 يوماً عقب نقل السلطة، وأيضا كي لا يكون عامل الوقت سبباً في تفجير الأوضاع.
من جانبه أكد الصحافي الناشط السياسي عبد الخالق مقولة، أن ظهور صالح أمام الملايين من الجماهير من محبيه ومعارضيه على حد سواء أعاد بصيص أمل للشعب اليمني الطامح في التداول السلمي للسلطة بعيداً عن كل أساليب العنف والتطرف.
ورأى أحد قياديي ثورة شباب التغيير، خالد الأنسي أن صالح ظهر «بكلمة متقطعة مبعثره ومترهلة. بدأ فيها الرئيس متغيراً في كل شيء، إلا أسلوب تفكيره عندما قال انه سيواجه التحدي بالتحدي».
وأشار إلى أن ظهوره «حوّل صنعاء إلى ساحة حرب أقلقت السكينة العامة وبث الرعب في قلوب الملايين».
وأعتبرت الناشطة سعاد القدسي أن «كلام الشماتة لبعض الثوار والمعارضين كان مقززاً». وفي ساحة السبعين، هتف عشرات آلاف اليمنيين باسم رئيسهم بعد صلاة الجمعة. ودعا إمام الصلاة «حتى يشفي الله الرئيس».
وهتفت الجموع خلال مسيرة بعد الصلاة «الشعب يريد علي عبدالله صالح».
وقتل 11 شخصاً بالرصاص الطائش في صنعاء وإب وغيرها من المناطق اليمنية، حيث فام أنصار صالح باطلاق الرصاص ابتهاجاً.
في المقابل، تظاهر معارضو صالح الذين يطالبون بتنحيه منذ نهاية كانون الثاني، في صنعاء وتعز، رافعين شعار «لا للوصاية الأجنبية».
وردد المتظاهرون في صنعاء «كفى تدخلات سعودية وأميركية».
ورد آخرون «علي عبدالله صالح جثة سياسية».
وقال محمد العسل عضو تنسيقية «شبان الثورة» الذين ينظمون التظاهرات، ان ظهور صالح يهدف الى رفع معنويات أنصاره وزيادة الضغط على المعارضة لتقبل بدور سياسي لنجله وأبناء إخوته.
(أ ف ب، يو بي أي)