عادت قضية علاقة الزعيم الليبي معمر القذافي بإسرائيل إلى صدارة الأحداث أمس مع ورود أنباء في إذاعة الجيش الإسرائيلي تفيد بأن مسؤولين ليبيين زارا الدولة العبرية سراً والتقيا مسؤولين هناك. أنباء تزامنت مع نفي باريس حصول أي تفاوض مباشر مع نظام القذافي، حسبما أعلن نجله سيف الاسلام، مكتفية بالإشارة إلى أنها تقوم بتمرير «رسائل» الى طرابلس.وإذ أشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى لقاء بين الوفد الليبي ورئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، والوزير السابق عضو الكنيست، مائير شيطريت، أوضحت أن الهدف من هذه الزيارة هو إقناع إسرائيل بدعم القذافي. أما شيطريت فأبلغ الإذاعة بأن الشخصين «ليسا دبلوماسيين لكنهما يريدان تغيير صورة ليبيا في أنحاء العالم من أجل استئناف أعمالهما عالمياً».
وقال عضو الكنيست، داني دانون، القيادي في حزب الليكود الحاكم، إن «الدبلوماسيين» الليبيين طلبا لقاءه بسبب آرائه السياسية «وهما يعرفان أني أؤيد مبادرة السلام العربية، ولذلك اعتقدا أن احتمالات جيدة ستنتج من اللقاء معي». وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الليبيين أحضرا معهما وسيلة اتصال ممغنطة وتم تسليمها إلى الجهات الأمنية الإسرائيلية للتدقيق فيها.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أن فرنسا تقوم بتمرير «رسائل» الى نظام الزعيم الليبي «لكن ليس هناك مفاوضات مباشرة» مع طرابلس. وقال إن فرنسا تنقل للقذافي«الرسائل بواسطة المجلس الوطني الانتقالي وحلفائنا». وأضاف فاليرو «هذه الرسائل بسيطة ولا غموض فيها، كلّ حلّ سياسي يمرّ عبر انسحاب القذافي من السلطة وتخليه عن كل دور سياسي».
وردّ المتحدث بذلك على تصريحات سيف الإسلام القذافي، الذي قال إن «المفاوضات الحقيقية» حول النزاع في ليبيا تُجرى مع فرنسا وليس مع الثوار.
لكن وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغيه، أكد من جهته، أن الوقت قد حان كي يتفاوض المعارضون الليبيون مع حكومة القذافي، مشيراً الى تزايد نفاد الصبر إزاء التقدم في الصراع.
وكان سيف الإسلام القذافي قال في مقابلة مع صحيفة «الخبر» الجزائرية «الحقيقة هي أننا نجري المفاوضات الحقيقية مع فرنسا وليس مع الخوارج والمتمردين الذين خرجوا على ولي الأمر وعلى الملّة». وأضاف «تلقّينا من خلال آخر مبعوث التقى به الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) رسالة واضحة من باريس. فقد تكلم الرئيس الفرنسي بكل صراحة وقال لمبعوثنا: نحن من صنع هذا المجلس (الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية) ولولا الدعم الفرنسي والأموال والأسلحة لما كان له وجود.. قالوا لنا عندما نصل إلى اتفاق معكم في طرابلس فسنفرض على المجلس الانتقالي وقف إطلاق النار. وبالتالي فهم عبارة عن دمى فرنسية».
ولفت نجل القذافي إلى أن «الفرنسيين أبلغونا رسمياً بأنهم يريدون تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا، وتشكلها فرنسا طبعاً، ولدينا مصالح تجارية في ليبيا، ولا بد للحكومة الانتقالية من أن توافق على عدة عقود. وأكد أن الجماعات القوية في بنغازي هي الجماعة الإسلامية التي بدأ النظام «حواراً معها بوساطة مصرية في القاهرة»، لكن الفرنسيين منعوا «جماعة بنغازي» من مواصلتها وهددوا بوقف الدعم عنهم. واتهم بريطانيا بالتخطيط لتقسيم ليبيا. وقال «هناك مخطط بريطاني لتقسيم ليبيا، الغرب والجنوب لفرنسا والشرق لبريطانيا، وتحصل بريطانيا على قاعدة عسكرية جوية في طبرق».
وكشف المعارض الإسلامي الليبي، علي الصلابي، أنه يقود وساطات «منذ ثلاثة أشهر مع النظام بعلم المجلس الوطني الانتقالي وآخرها كان منذ أسبوعين في القاهرة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)