تتركّز الاتصالات السياسية المتعلقة بالأزمة الليبية على ضرورة إيجاد حل سياسي يقضي برحيل العقيد معمر القذافي عن السلطة، فيما صوّتت الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيان على مواصلة فرنسا مشاركتها في العملية العسكرية في ليبيا بقيادة الحلف الأطلسي. وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن استعداد بلاده لدعم مفاوضات تقود إلى انتقال ديموقراطي للسلطة في ليبيا إذا تنحّى الزعيم الليبي معمر القذافي.
وفي هذا الوقت، أصدر البيت الأبيض بياناً جاء فيه أن أوباما اتصل هاتفياً بنظيره الروسي ديميتري ميدفيديف، لمناقشة مجموعة من المسائل الثنائية والدولية. وأضاف البيان أن «الولايات المتحدة مستعدة لدعم مفاوضات تقود إلى انتقال ديموقراطي للسلطة في ليبيا إذا ما تنحى القذافي».
وبعد أربعة أشهر على بدء الغارات الجوية في ليبيا ضد قوات القذافي، دعا رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون، الى جلسة للجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ معاً للتصويت على مواصلة التدخل العسكري في ليبيا.
في هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء الفرنسي إن هناك حاجة لحل سياسي في ليبيا حالياً أكثر من أي وقت مضى، مضيفاً أنه يرى مؤشرات إلى قرب التوصل إلى حل. وقال أمام لجنة برلمانية «أصبح الآن الحل السياسي لا غنى عنه أكثر من أي وقت مضى وبدأ يتبلور». وكان وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، قال لراديو «فرانس انفو» «الكل يجري اتصالات مع الكل. النظام الليبي يوفد مبعوثين الى كل مكان الى تركيا ونيويورك وباريس. المبعوثون يقولون لنا إن القذافي مستعد للرحيل ودعونا نتحدث بهذا الشأن».
وفي السياق، أعلن وزيرا الخارجية الجزائري مراد مدلسي، والايطالي فرانكو فراتيني، في مؤتمر صحافي في الجزائر، أنهما متفقان على ضرورة العمل على الإسراع في تطبيق «الحل السياسي» من الأزمة الليبية.
وقال مدلسي إن «اصدقاءنا الايطاليين يتقاسمون وجهة نظرنا بضرورة المرور الى الحل السياسي».
من جهته، أعلن المجلس الوطني الانتقالي أنه لا تهمّه سوى «المبادرات الجدية» القائمة على رحيل القذافي. وقال أحد المتحدثين باسم المجلس، محمود شمام، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن «المجلس الوطني الانتقالي لن يأخذ في الحسبان سوى المبادرات الجدية التي تنص من دون لف ولا دوران على رحيل القذافي وأبنائه».
وأكد شمام أن بشير صالح المقرب من القذافي هو الذي توجه أخيراً إلى فرنسا. وحول الاقتراح الذي يقضي بأن يودع الزعيم الليبي قيد الإقامة الجبرية في ليبيا تحت حماية دولية، أوضح شمام أن الاقتراح الذي تبلّغه المعارضون عبر طرف ثالث مرفوض، مؤكداً أن سيف الإسلام، أكثر أبناء القذافي نفوذاً، كان يعارض هذه التسوية.
من جانب آخر، أكد شمام أن بشير صالح وعبد الله منصور، وهو مقرب آخر من الزعيم الليبي، كانا على اتصال «بعدة أطراف دولية بهدف رحيل القذافي من ليبيا». وفي حديث مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، قال رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي، إن طرابلس مستعدة «للتفاوض بلا شروط» لكن يجب وقف القصف أولاً. وأضاف أن الديموقراطية لا تقوم تحت القصف ولا يمكن أن تعمل بهذا الشكل. وحين سُئل المحمودي عما اذا كان القذافي يمكن ان يستبعد من أي حل سياسي، قال إن الزعيم الليبي يمكنه ان يتنحى. واشار إلى أن القذافي لن يتدخل في المناقشات وإنه مستعد لاحترام قرار الشعب. ومن المقرر أن يلتقي زعماء المجلس الوطني الانتقالي مع مسؤولين من حلف شمالي الأطلسي والاتحاد الأوروبي في بروكسل هذا الأسبوع. من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الخارجية السويسرية أن سويسرا سترسل دبلوماسياً إلى مدينة بنغازي معقل الثوار الليبيين، لفتح ممثلية فيها. وأضافت الوزارة في بيان «في انتظار تأليف حكومة شرعية، فإن المجلس الوطني الانتقالي، هو المحاور الشرعي الوحيد لسويسرا في ليبيا».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)