طغت المعارك في تعز والجوف على المشهد في اليمن، بعد تراجع أفق الحل السياسي، في ظل استمرار تمسك الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، بالسلطة. وأعلن مصدر أمني يمني مقتل شخصين وجرح 7 آخرين في اشتباكات مسلحة في مدينة تعز جنوب صنعاء بين قوات الحرس الجمهوري التابعة لنجل الرئيس اليمني أحمد علي صالح، ومسلحين قبليين عند محاولتهم السيطرة على دورية عسكرية في شارع الستين بالمدينة. وأوضح المصدر أن الاشتباكات امتدت إلى أكثر من حيّ من أحياء المدينة نتيجة توزع المسلحين على معظم أحيائها، بعد مطاردتهم من شارع الستين، مشيراً إلى أن مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استخدمت في المواجهات، فضلاً عن القصف الذي تعرضت له «ساحة الحرية» وحي الروضة، ما أدى إلى وقوع أضرار ببعض المنازل الواقعة في تلك الأحياء. في غضون ذلك، يتواصل القتال منذ يوم الجمعة الماضي، بين الحوثيين ومسلحين ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة الجوف، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين حول المسبب باشتعال شرارة المعارك في المحافظة القريبة من الحدود مع السعودية، التي تخشى بدورها من امتداد الاضطرابات إليها.
وفي السياق، أشار محلل سعودي، رفض الكشف عن اسمه، إلى وجود انقسام بين الأمراء السعوديين في ما يتعلق بكيفية المضيّ قدماً بشأن اليمن. فوزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز يؤيد صالح، بينما ولي العهد ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز يفضل بدائل من القبائل التي تمولها المملكة.
ولم تبذل الرياض حتى الآن جهداً واضحاً لإجبار صالح، الموجود لديها منذ الشهر الماضي للعلاج من الإصابات التي لحقت به في انفجار المسجد الرئاسي، على تنفيذ المبادرة الخليجية التي يقول دبلوماسيون عرب وغربيون إنها اقتراح سعودي منذ البداية. من جهته، رأى المحلل في «بوليتيكال كابيتال» في لندن، غانم نسبية، أن الأسرة السعودية الحاكمة كانت تفضل في البداية بقاء الرئيس اليمني في السلطة، لكن هذا التفضيل تراجع لمصلحة دعم الشيخ حميد الأحمر (44 عاماً)، وهو رجل أعمال له صلات وثيقة مع المسؤولين الأميركيين، فيما يبقى الحل الأمثل للسعودية بقاء نظام الحكم العائلي الذي يتبعه صالح والذي تجري موازنته بقوى عشائرية مدعومة من السعودية. وأوضح نسبية أن الشخصيات المقربة من الرياض أبدت استياءها من التقاعس السعودي تجاه حل الأزمة، مشيراً إلى أنه «في البداية كانوا (السعوديون) يؤيدون صالح ثم نقلوه إلى الرياض، لكنهم ما زالوا يسمحون له بأن يكون رأس النظام، رغم أنه لا يحكم بشخصه».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)