نجا حاكم ولاية هلمند (جنوب) من هجوم في ولاية قندهار، بينما كان في طريقه للمشاركة في تشييع الأخ الأصغر للرئيس الأفغاني حامد قرضاي، فيما قتل خمسة جنود فرنسيين في إقليم كابيسا بهجوم «انتحاري». وانفجرت قنبلة جرى التحكم بها عن بعد لدى مرور موكب حاكم ولاية هلمند محمد قلب منغل، ما أدى الى إصابة اثنين من حراسه بجروح طفيفة، حسبما ذكر بيان صدر عن أجهزة حاكم الولاية. وكان منغل متجهاً برفقة رئيس الاستخبارات الأفغانية للمشاركة في تشييع أحمد والي قرضاي، الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني، عندما «انفجر لغم جرى التحكم به عند بعد على طريق في منطقة ميواند في ولاية قندهار، ما أدى الى إصابة شخصين بجروح طفيفة».
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين اعتبارهم مقتل قرضاي انتكاسة كبيرة للمهمة الأميركية في أفغانستان بعدما كانوا يأملون أن استعداده المكتشف حديثاً لاحتضان برنامج دفاعي قروي مدعوم أميركياً، وإعادة دمج مقاتلي «طالبان» في المجتمع، سيساعد على تمكين التحسن الأمني الأخير في إقليم قندهار. وذكرت الصحيفة أن المسؤولين العسكريين الكبار في كابول بقوا أكثر شكاً بشأن قرضاي من القيادات العسكرية في الجنوب بسبب هواجس من أن طمعه جعله شريكاً غير موثوق وربما مضرّ أيضاً.
وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين لم ينتقدوا قرضاي الأخ علناً، لكنهم عبّروا سراً عن شكهم بدوافعه لنظراء أفغان كبار، وتوصلوا إلى اقتناع بأنه ليس لديهم خيارات كثيرة أخرى، عدا عن العمل معه. وذكرت أن موت قرضاي حالياً يخلق فراغاً في السلطة في أهم إقليم بالنسبة إلى الحملة العسكرية الأميركية، ويترك أيضاً قبيلة الرئيس «بوبالزاي» من دون زعيم.
ويتخوف المسؤولون الأميركيون من أن اختيار خلفاء للمراكز القبلية قد يكون عملية طويلة، وربما مسببة لعدم الاستقرار قد تستغلها حركة «طالبان». ويقولون إن مقتل قرضاي سيؤدي بالتأكيد تقريباً الى سلسلة من الأحداث التي ستعقّد المهمة الأميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن قرضاي كان قبل مقتله بأشهر قد أعاد بوضوح بناء علاقاته مع الولايات المتحدة، وبات الحليف الأكثر تأثيراً لدى القادة العسكريين الأميركيين والدبلوماسيين الذين يسعون الى سحق تمرد طالبان في جنوب أفغانستان.
من جهة ثانية، أعلن مكتب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في بيان أن خمسة جنود فرنسيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة بعد هجوم «انتحاري» في أفغانستان، وذلك في أكبر خسارة في صفوف القوات الفرنسية في يوم واحد منذ عام 2008. وكان ساركوزي قد زار أفغانستان أول من أمس، وأعلن تفاصيل خطته لسحب ألف جندي بنهاية 2012 أي ربع القوات الفرنسية في أفغانستان.
(أ ف ب، رويترز)