فيما تتكثّف المحادثات حول الأزمة الليبية في عواصم عديدة، وعشية انعقاد الاجتماع الرابع لمجموعة الاتصال الدولية في اسطنبول، رمى النظام الليبي قنبلة جديدة أمس على لسان موفد الكرملين الى طرابلس، ميخائيل مارغيلوف، بأن العقيد معمر القذافي لديه خطة انتحارية لتفجير العاصمة في إذا هاجمها الثوار.وقال مارغيلوف، الذي زار ليبيا الشهر الماضي، في مقابلة نشرتها صحيفة «ايزفستيا» الروسية، إن «رئيس الوزراء الليبي (البغدادي المحمودي) قال لي في طرابلس انه: اذا استولى الثوار على المدينة فسنغطيها بالصواريخ ونفجرها». وتابع الموفد الذي يتكلم العربية «اعتقد أن نظام القذافي لديه فعلاً خطة انتحارية من هذا القبيل»، بينما أصبح المعارضون على بعد نحو ثمانين كيلومتراً عن العاصمة.
من جهة ثانية، قال موفد الكرملين إن «القذافي لم يستخدم صاروخاً واحداً أرض ـــــ أرض ولديه الكثير منها. هذا يدفع الى التشكيك في أن يكون يعاني نقصاً في الأسلحة». وأضاف «من المحتمل نظرياً أن تنفد ذخائر الدبابات والأسلحة الخفيفة في طرابلس، لكن العقيد (القذافي) لديه كميات من الصواريخ والمتفجرات».
وقال مارغيلوف «يمكننا تسوية الوضع من دون العقيد (القذافي)، إذ إن السلطة الحقيقية بين ايدي رئيس الوزراء واعضاء آخرين في الحكومة».
وأضاف «يجب التحدث مع هذا القسم البراغماتي من السلطة بالتحديد وهذا ما نعمل عليه».
وكان مارغيلوف موفد الرئيس الروسي الى افريقيا، قد زار في 16 حزيران طرابلس والتقى عدداً من أعضاء القيادة الليبية بينهم رئيس الحكومة البغدادي المحمودي، لكنه لم يجتمع بمعمر القذافي. وقبل ذلك زار بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا، في اطار محاولة وساطة من قبل روسيا.
وفي السياق نفسه، أعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن دعمه لجهود روسيا للتوصل إلى حل سياسي في ليبيا. وذكر بيان للبيت الأبيض أن أوباما قال خلال لقائه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أول من أمس، إن «الولايات المتحدة مستعدة لدعم مفاوضات تؤدي إلى التحول الديموقراطي في ليبيا إذا كان القذّافي سيتنحى».
وفي اسطنبول، تعقد مجموعة الاتصال حول ليبيا اليوم اجتماعها الرابع لبحث حل سياسي للنزاع الليبي وتنسيق المساعدة الدولية للثوار.
ويتوقع أن يشارك في هذا الاجتماع وزراء خارجية نحو 15 بلداً، بينهم هيلاري كلينتون (الولايات المتحدة) وآلان جوبيه (فرنسا) وفرانكو فراتيني (ايطاليا) ووليام هيغ (بريطانيا)، حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية تركية. ودعيت الصين وروسيا أيضاً الى اسطنبول بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، لكن موسكو المناهضة لحملة الحلف الأطلسي ضد القذافي، رفضت الدعوة. وقال دبلوماسي تركي «سنستمع أولاً (إلى موفد الأمم المتحدة الى ليبيا) عبد الإله الخطيب لأنه يقوم بزيارات مكوكية بين بنغازي وطرابلس، وسنرى الى ماذا توصل وماذا علم». وأوضح الدبلوماسي ان «خريطة الطريق التركية تتضمن وقفاً لإطلاق نار فوري مع انسحاب قوات القذافي من بعض الأماكن.. ثم وسائل رحيل القذافي، وفي وقت لاحق البدء بعملية انتقالية سياسية في ليبيا». وسيكون موضوع تنسيق المساعدة الدولية للثوار الليبيين في صلب المباحثات ايضاً، التي سيشارك فيها مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل.
لكن الدبلوماسي رأى ان مطالب الثوار بتسليمهم الأرصدة العائدة لعناصر من نظام طرابلس والتي جمدت بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي، غير واقعية كثيراً.
في هذا الوقت، يتحصن المعارضون الليبيون في قرية القواليش الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس بعدما فقدوا السيطرة عليها ثم استعادوها في معركة متقلبة مع قوات القذافي.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)