اتفقت اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية على خيار التوجه إلى الأمم المتحدة لدعوة دولها الأعضاء للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967. وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، عقب الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة للمبادرة العربية للسلام في الدوحة أمس، أن اللجنة «قررت التوجه الى الامم المتحدة لدعوة الدول الأعضاء للاعتراف بالدولة الفلسطينية والتحرك لتقديم طلب العضوية الكاملة في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن». وجاء في البيان، الذي تلاه العربي في ختام الاجتماع الذي حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن رئيس اللجنة (قطر) والأمين العام لجامعة الدول العربية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية «ومن يرغب في الالتحاق»، سيقومون بمتابعة هذا القرار، من دون أن يحدد إطاراً زمنياً يشير إلى أن التنفيذ سيجري وقت انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.
وأكد البيان أن هذه الأطراف «ستتابع الموقف وتتخذ ما يلزم من خطوات لحشد الدعم المطلوب للاعتراف بالدولة الفلسطينية وبعاصمتها القدس الشرقية» ووفق «حدود 1967». وأكدت اللجنة «الموقف العربي بأن خيار السلام العادل والشامل مع اسرائيل لن يتحقق إلّا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة الى خطوط الرابع من حزيران عام 1967، واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وايجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين»، كما قررت اللجنة أن يبقى اجتماعها مفتوحاً لمتابعة التطورات.
من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن «117 دولة تعترف الآن بالدولة الفلسطينية»، وإن هدف اجتماع الدوحة هو «تعزيز الدعم العربي لحصول دولة فلسطين على عضوية الامم المتحدة»، فيما يحتاج الفلسطينيون إلى 129 صوتاً لنيل الاعتراف.
كذلك، رأى عريقات أن رفض الرئيس الأميركي باراك اوباما لهذا التحرك في الأمم المتحدة «غير قانوني»، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هو «الوحيد الرافض للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية».
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على هامش الاجتماع إنه «يجب أن نذهب إلى الامم المتحدة بآليات محددة قررتها اللجنة الوزارية، بالفيتو الاميركي وبدونه، لن نتنازل عن حقنا»، وذلك بعدما دعت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة الى التراجع عن قرارها استخدام حق النقض في مجلس الامن لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية.
في غضون ذلك، أصيب خمسة فلسطينيين بجروح في إحدى الغارات التي شنتها الطائرات الحربية الاسرائيلية قبل منتصف ليل أول من أمس على رفح جنوب قطاع غزة وشرق غزة. ووصفت مصادر طبية فلسطينية إصاباتهم بـ «المتوسطة»، فيما أفاد شهود عيان أنه فُقد أثر اثنين من العاملين في الأنفاق ولا يزال البحث عنهما جارياً.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان له أن «الطائرات أغارت على نفقين يُستخدمان للتهريب في جنوب قطاع غزة، ونفق يستخدم لنشاطات ارهابية في شمال قطاع غزة»، مشيراً إلى أن الغارات جاءت رداً على اطلاق صواريخ من قطاع غزة على بلدات جنوب اسرائيل. وحذر البيان من أن «الجيش الاسرائيلي لن يسمح بأي محاولة لاستهداف مدنيين وجنود، وسيرد بحزم على اي محاولة لاستخدام الارهاب ضد دولة اسرائيل»، بالتزامن مع اعلان الإذاعة الإسرائيلية أن قذيفة صاروخية سقطت على النقب الغربي من دون وقوع إصابات.
ووفقاً لشهود عيان، استهدفت الغارة الاولى بصاروخ نفقاً في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر بشرق معبر رفح، مما ادى الى تدمير النفق والحاق أضرار في المنطقة نفسها. وأوضح شهود عيان أن الغارة الثانية استهدفت منطقة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث شوهدت النيران تشتعل في مستوعب.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)