بعدما كان التواصل بينهما طوال السنوات الماضية، حبيس الغرف المغلقة، انتقلت العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان إلى العلن، منذ التاسع من الشهر الحالي، موعد إعلان ولادة دولة الانفصال. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأخير عرض في اتصال هاتفي اجراه أول من أمس على رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت مساعدة اسرائيلية لبلده، وذلك بالتزامن مع اعلان الأمم المتحدة امس الموافقة رسمياً على منح جنوب السودان العضوية في المنظمة الأممية. ونقل البيان عن نتنياهو قوله لميارديت إن «شعب اسرائيل يتمنى النجاح لبلادكم. نعلم إلى أي حد يصعب البدء من لا شيء». وأضاف «لدينا الخبرة وقدمنا مساعدات إلى الكثير من الدول الأفريقية في مجالات البنى التحتية والتنمية والزارعة».ويأتي التواصل بين نتنياهو وميارديت بعد ايام من تأكيد حكومة جنوب السودان أن الإسرائيليين لن يحتاجوا إلى تأشيرة دخول إلى الدولة الجديدة، لأنّ الجنوب «هو الوطن الثاني لليهود»، في وقت ذكرت فيه وسائل الإعلام الاسرائيلية أن عدداً من الخبراء الإسرائيليين موجودون في جنوب السودان، وخصوصاً في مجال الزراعة.
في غضون ذلك، وقعّت الحكومة السودانية في الدوحة أمس مع حركة التحرير والعدالة اتفاق سلام دارفور، بحضور الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من ممثلي الإقليم، الذي شهد حرباً مدمرة منذ عام 2003. أما الغائب الأكبر، فكان حركة العدل والمساواة، التي سبق أن انسحبت من المفاوضات وأعلنت تحفظها على ما توصلت إليه الورقة النهائية، مشيرةًَ إلى أن الاتفاق لم يخاطب مطالب أبناء دارفور الأساسية، ومنها قضية وحدة الإقليم التي تطالب بها الحركة، ومنتقدةً استفراد السلطة بتقسيم الإقليم إلى ولايات دون استشارة الناس.
من جهة ثانية، أعلن أعضاء في منظمة «ساتلايت سنتينل بروجكت» (اس اس بي)، وهو برنامج للرصد الالكتروني يسمح للجمهور بمتابعة الوضع في السودان عبر الإنترنت بفضل صور يلتقطها قمر صناعي، العثور على مقبرة جماعية في ولاية جنوب كردفان السودانية، حيث دفن مئة شخص على الأقل قتلوا في معارك في حزيران الماضي، موضحين أنهم يستندون إلى شهادات وصور التقطت بالأقمار الصناعية. وبحسب الشهود، عمد الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه في الخرطوم إلى تفتيش كل المنازل وعملوا على تصفية كل الأنصار المحتملين للجنوبيين في الجيش الشعبي لتحرير السودان، وسط تزايد الاتهامات للسلطات السودانية بأنها قامت بعملية تطهير عرقي في جنوب كردفان استهدفت أفراداً من قبيلة النوبة قاتلوا الى جانب الجنوبيين في الحرب الاهلية، وهو ما تنفيه الخرطوم.
في هذه الأثناء، رأى نائب ممثل الصين في الامم المتحدة، وانج مين، أنه يجب على العالم أن يكافئ السودان على الجهود التي بذلها لإحلال السلام في منطقته الجنوبية، وهي الآن دولة مستقلة، وأن يعمل على تحسين العلاقات مع الخرطوم. ونقلت وكالة «أنباء شينحوا» عن وانج قوله «لقد اظهرت الحكومة السودانية الإرادة السياسية لتنفيذ عملية السلام بين الشمال والجنوب وبذلت جهوداً كبيرة في هذا الشأن»، داعياً المجتمع الدولي إلى «التطبيع الكامل للعلاقات مع السودان في أقرب وقت ممكن، حتى يتمتع الشعب السوداني بالسلام والكرامة والتنمية في أقرب وقت ممكن أيضاً».
(أ ف ب، رويترز)