غزة | شنت طائرات حربية إسرائيلية خلال الأيام الأربعة الماضية، سلسلة غارات جوية على أهداف مدنية وعسكرية في قطاع غزة، أسفرت عن وقوع إصابات بشرية وأضرار مادية، رداً على سقوط صواريخ محلية الصنع في منطقة النقب الغربي المتاخمة للسياج الحدودي المحيط بالقطاع، يعتقد أن نشطاء جماعات سلفية يقفون وراء إطلاقها.ورجح مصدر أمني فلسطيني لـ «الأخبار» أن يكون إطلاق الصواريخ في هذا الوقت مرتبط بما تردد عن توحيد الجماعات السلفية المتشددة لنفسها تحت لواء «تنظيم الجهاد العالمي». واطلعت «الأخبار» على رسالة نصية قصيرة تبادلها قادة في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة «حماس» على أجهزتهم النقالة تدعو إلى «الانتباه والحذر» عقب تهديدات تضمنها إعلان توحيد الجماعات السلفية. وأعلن لواء «تنظيم الجهاد العالمي» عن ما وصفها «حملة النصرة والانتصار لمجاهدينا الأبطال في سجون حماس».
وقال مصدر في كتائب القسام إن معلومات وردت إليهم تشير إلى أن التشكيل السلفي الجديد «يخطط لاستهداف بيوت ومقار ومكاتب قادة حماس وأجهزتها الأمنية وسيتم التنفيذ بضربات مباغتة ومنسقة». ويعتقد على نطاق واسع في غزة أن الجماعات السلفية تسعى إلى خلط الأوراق في قطاع غزة، بسبب خلافات سياسية ودينية مع حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع الساحلي منذ منتصف حزيران 2007، أكثر منه رغبة منها في المقاومة.
واتهم مصدر مسئول جهات لم يسمها بتمويل الجماعات السلفية في غزة لمواصلة إطلاق صواريخ لا تؤذي الاحتلال، بقدر استجلابها ردات فعل إسرائيلية، وزعزعة الأمن والاستقرار في القطاع. وشنت طائرات حربية إسرائيلية، فجر أمس، ست غارات جوية على أهداف مدنية وعسكرية في قطاع غزة، أسفرت عن إصابة ستة فلسطينيين بينهم طفلان بجروح متفاوتة. وقالت مصادر محلية وأمنية فلسطينية إن الغارات الجوية استهدفت نفقين للتهريب على الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وثلاثة مواقع تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسام في مدينة غزة ومحيطها.
كما استهدفت غارة جوية موقعاً تابعاً لكتائب الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية لحركة المقاومة الشعبية، في حي الأمل غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع. وقالت كتائب الناصر صلاح الدين في بيان عقب الغارة، إن طائرات الاحتلال قصفت الموقع بعد أقل من عشر دقائق من مغادرة قيادات ميدانية وعسكرية وتنظيمية رفيعة المستوى كانت داخل الموقع المستهدف.
وذكر مصدر أمني فلسطيني أن من بين المجتمعين الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية زكريا دغمش، لكن أحداً لم يصب بأذى.
وقالت كتائب الناصر صلاح الدين إن «الاحتلال بهذا التصعيد فتح أبواب الصراع من جديد ضد المقاومة ولكن لن يستطيع أن يغلق أبوابه لأن الخيار بيد المقاومة وحدها». وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية إن ستة فلسطينيين، بينهم طفلان أصيبوا بجروح بين طفيفة إلى متوسطة جراء سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية. وذكرت مصادر محلية أن الغارات الجوية تسببت في إلحاق أضرار مادية جسيمة في المواقع المستهدفة، والمنازل والمنشآت المجاورة.