سيناء | شهد الاحتفال بافتتاح المشروع الجديد في قناة السويس أول من أمس، تهميش محافظة شمال سيناء وإقصاءها، استكمالاً في ما يبدو لسياسات تجاهل حضور تلك المنطقة وأبنائها في المحافل والمناسبات الوطنية المهمة طوال الأعوام الثلاثين الماضية. فيما دُعي ممثلون عن أبناء شمال سيناء لحضور «احتفالات القناة» أول من أمس، إلا أنهم غابوا عن المشهد. وبحسب «سيناويين» حضروا الاحتفال، فقد شرحوا لـ»الأخبار» أنه وُجِّهَت الدعوة إلى قرابة 50 شخصاً من أبناء شمال سيناء، لكنهم خضعوا لتفتيشات وإجراءات أمنية مشددة.
وأضافوا أنّ ما جعلهم يشعرون بـ»الإهانة الشديدة» أنّ أبناء المحافظات الأخرى «لم يُفتَّشوا بهذه الطريقة الاستفزازية».
وأشار مشاركون من أبناء شمال سيناء في حفل الافتتاح إلى أنهم جلسوا «في المنصة رقم 15، وهي منصة بعيدة جداً عن مجرى القناة الجديدة»، موضحين أنهم «لم يشاهدوا من موقعهم المنصة الرئيسية، ولم يكن خلف المنصة حيث نجلس سوى الصحراء والعشرات من قوات الجيش المدججة بالسلاح».
ويأتي هذا الإجراء الذي أثار غضب واستنكار أهالي وقبائل شمال سيناء، بالتوازي مع تغيب تام لأبناء قبائل مدن الحدود (الشيخ زويد ورفح في شمال شرق سيناء) عن مشهد الاحتفالات.
وفي حديث إلى «الأخبار»، يقول محمد نصايرة، وهو من أبناء مدينة الشيخ زويد: «لم تشهد مدينتنا أي احتفالات بما يسمى قناة السويس الجديدة، ولم تُعلَّق لافتة واحدة بشوارع المدينة لهذه المناسبة»، مؤكداً في الوقت نفسه أنه «جرى تجاهل أبناء القبائل القاطنة بالشيخ زويد، ولم يشملهم وفد المحافظة المشارك بالحفل». ويضيف نصايرة شارحاً أنّ الشيخ زويد «لم يزرها مسؤول حكومي منذ نحو أربع سنوات».
من جهة أخرى، يقول إبراهيم أبو غريب، وهو من سكان مدينة الشيخ زويد أيضاً: «لا أنكر هذا الإنجاز العظيم الذي رأيناه على شاشات التلفزيون، لكن كنت أتمنى مشاركة أبناء مدينتي بالفعاليات، مثلهم مثل بقية أبناء المحافظة». ويستطرد أبو غريب بالقول: «كنت أتمنى أن أفرح، لكن كيف ذلك وأبناء مدينتي وأهلي يرتعشون خوفاً من أي قذيفة عشوائية قد تسقط على منزل فتنهي حياة من فيه؟».
أما عن مدينة رفح، فيشرح محمود برهوم، وهو من سكان حي الصفا بالمدينة، أن «رفح كانت خاوية من المارة، وتحولت شوارعها إلى ثُكَن أمنية وعسكرية، ولم تشهد أي احتفالات بقناة السويس الجديدة».
وبحسب شهود عيان، انتشرت قوات الجيش والشرطة بكثافة يوم الخميس على طول الحدود مع قطاع غزة، وسط تواصل حركة الدوريات الأمنية في شوارع رفح «مع سماع أصوات إطلاق نار من كافة أنحاء المدينة». وأوضح الشهود أنّ «المواطنين التزموا منازلهم منذ ساعات الصباح الأولى خشية وقوع أي مشاكل أمنية بينهم وبين قوات الأمن».
وكانت منطقة شبه جزيرة سيناء قد شهدت طوال يوم الخميس، بالتزامن مع حفل افتتاح المشروع الجديد في قناة السويس، تشديدات أمنية موسعة عزلت منطقة شمال سيناء عن شرق القناة (حيث أقيمت الاحتفالات)، بالتوازي مع التضييق على حركة المواطنين في مناطق غرب سيناء.