قُتل 16 معارضاً ليبياً وجرح 126 آخرون خلال اليومين الأخيرين من معارك ضد قوات العقيد معمر القذافي في زليتن (غرب)، فيما تتسارع وتيرة المساعي السياسية لحل الازمة الليبية، إذ أعلن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يقترح وقفاً لإطلاق النار يعقبه على الفور تشكيل سلطة انتقالية بالتساوي بين الحكومة والمعارضة مع استبعاد الزعيم الليبي وأبنائه، فيما يرفض هو الحوار مع المعارضين واصفاً اياهم بـ«الكلاب». وأضاف الدبلوماسي أن السلطة الانتقالية ستعيّن رئيساً وتهيمن على الشرطة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتشرف على عملية مصالحة تقود إلى انتخاب جمعية وطنية تضع الدستور. وعرض الأفكار التي بحثها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، عبد الإله الخطيب، إلى ليبيا، وقال إنه بموجب اقتراح الخطيب لنقل السلطة يجب أن يتنحى القذافي على أن يكون ذلك ضمن العملية وليس شرطاً مسبقاً. وأضاف أنه بمجرد تشكيل السلطة الانتقالية وعدم سيطرة القذافي على القوات الأمنية سينتهي خوف الليبيين في طرابلس منه، وفي هذه اللحظة ينتهي حكمه.
في هذا الوقت، أُعلِن في الجزائر أمس أن وفداً يمثل عدداً من المشايخ والعلماء الجزائريين سيتوجه الأربعاء المقبل إلى ليبيا، للمشاركة في «المؤتمر العالمي حول نصرة المسلمين وإصلاح ذات البين»، ويستعد الوفد للقيام بوساطة بغرض جمع شمل الليبيين وحقن الدماء بالحوار.
وقالت صحيفة «الشروق اليومي» إن الوفد ينتظر الحصول على ترخيص من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، قبل التوجه إلى العاصمة الليبية طرابلس التي ستحتضن مؤتمراً عالمياً يتمحور حول إصلاح ذات البين.
ونقلت الصحيفة عن الشيخ محمد نور أنه سيشارك في المؤتمر أئمة ومشايخ من مختلف البلدان الإسلامية، وأن المشايخ الجزائريين اتفقوا مبدئياً على إلقاء مداخلات يدعون من خلالها الليبيين إلى جمع الشمل ووقف الاقتتال على أساس أن العنف لا يحل الأزمة، وأنه ينبغي تبنّي منطق الحوار «وهي الرسالة التي يجب أن يتولاها العقلاء».
لكن الزعيم الليبي معمر القذافي أكد رفضه التحدث مع المعارضين لنظامه، وقال في خطاب في مدينة سرت «الخونة عليهم أن يقتنعوا بأن معركتهم خاسرة ميؤوس منها، لا أمل فيها. أنا لا اتكلم معهم، ليس بيني وبينهم كلام إلى يوم القيامة، يكلمهم الشعب الليبي. مهما عملوا سيفشلون».
وخاطب دول حلف شمالي الأطلسي قائلاً «لا تخيفنا طائراتهم، قصفوا في كل مكان واستخدموا كل أنواع السلاح الحديث، يعتقدون أننا سنرتهب ونرتعد ونخاف ونستسلم، لكن قلنا لهم... طز». ووصف معارضيه بـ«الكلاب»، بل قال «الكلاب أفضل منهم، الكلاب لا تخون».
في غضون ذلك، أفاد مصدر دبلوماسي روسي وكالة «انترفاكس» بأن مسألة تنحّي الزعيم الليبي طُرحت «عملياً» خلال زيارة وزير خارجيته عبد العاطي العبيدي هذا الأسبوع لموسكو.
ميدانياً، أفادت المعارضة الليبية في بيان بأن «16 مقاتلاً استشهدوا وجرح 126 آخرون في مواجهات مع القوات النظامية في مدينة زليتن»، مؤكداً ان الثوار يتقدمون نحو وسط هذه المدينة التي تبعد 150 كيلومتراً عن شرق طرابلس.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)



جدد وزير الداخلية الإيطالي، روبرتو ماروني، ونائب مدير المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، علي العيساوي، أمس التزام التعاون بمكافحة الهجرة غير الشرعية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» عن بيان لوزارة الداخلية.
(أ ف ب، رويترز)