رام الله ــ الأخبار قرب منزله بحي الطيرة في مدينة رام الله، ازدانت المنطقة بالبالونات الملونة، واصطفت جموع من الناس لاستقباله على جنبات الطريق، كان يلبس قميصاً أزرق، وهو اللون المفضل لديه، محاطاً بالحراس الأمنيين على نحو لافت، وصل بسيارته المصفحة، وسط زغاريد النسوة ترحيباً به، إنه القيادي «الفتحاوي» محمد دحلان، الذي عاد ظهر أمس، وفق ما كان قد صرح به قبل عدة أيام. المشاهدات الأولى لوصول دحلان إلى حي الطيرة برام الله، هي أن معظم من كانوا في استقباله هم أنصاره من سكان قطاع غزة، الذين باتوا يعيشون الآن في رام الله، بعد مغادرتهم القطاع عقب سيطرة حركة حماس عليه، وشوهد من بينهم توفيق أبو خوصة.

محمد دحلان ترك منزله منذ قرابة خمسة شهور، حيث بقيت فيه زوجته وابنته، وبعد وقت قصير غادرت زوجته وبقيت ابنته حتى انتهاء العام الدراسي، حيث أنهت الصف العاشر، لتلحق بالعائلة إلى أبو ظبي بحسب معلومات «الأخبار». الحراسة بقيت خفيفة، حتى إنها غير ملحوظة إلى حد كبير خلال فترة غيابه عن منزله، لكن الحركة دبت مجدداً في المنزل، بل وفي الحي، قبل يومين اثنين، لتعود الحراسة الملحوظة، وتبدأ عملية تنظيف المنزل وتزيينه استعداداً لعودة الرجل إليه، وإلى الأراضي الفلسطينية.
وصل النائب محمد دحلان ظهر أمس الى مدينة أريحا، وكان في استقباله 6 سيارات. وكان دحلان قد كشف لأول مرة عن رغبته في العودة إلى رام الله هذه الفترة من خلال إذاعة «معا» الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه ينوي متابعة المحكمة الحركية المتوقع انعقادها يوم 24 تموز الحالي، للنظر في الدعوى بالطعن والاستئناف على قرار فصله من عضوية اللجنة المركزية. وأضاف دحلان في مقابلة إذاعية لنشرة أخبار شبكة «معا» إنه لم يعتدِ على أحد، وإنه مستعدّ للمحاسبة والمساءلة وفق الأصول الحركية والقانونية أمام مؤسسات الحركة. وأشار إلى أن المرحلة الحالية حساسة للغاية في ظل الاستحقاقات السياسية، وأن موضوع عودته إلى اللجنة المركزية ليس هو الأساس، بقدر ما يمثّل التوجه إلى المحكمة أساساً لحل أي خلاف وفق الأنظمة، نافياً أيّ توجه إلى خلق انشقاقات او تكتلات داخل حركة فتح، ومؤكّداً أنه ملتزم كأي فتحاوي بالأنظمة الحركية.