وبينما دعت الصين الأمم المتحدة إلى أداء دور أكبر في إزالة التوترات الحاصلة في ليبيا، رأى دبلوماسي روسي رفيع المستوى أن الوضع هناك «في طريق مسدود»، موضحاً أن لا «حل عسكرياً» للنزاع بين قوات العقيد معمر القذافي والمعارضة. في هذه الأثناء، ظهر نجل الزعيم الليبي، سيف الإسلام القذافي، على شاشات التلفزيون الحكومي أول من أمس، في تصريحات سجّلت الأحد الماضي، مشدداً على مواصلة القتال «بعد كل هذه التضحيات واستشهاد الأبناء والأشقاء والأصدقاء». وأضاف أنه بغض النظر عمّا إذا كان حلف شمالي الأطلسي سيرحل أو لا، فإن القتال سيستمر حتى تتحرر ليبيا.
وفيما أكدت طرابلس مجدداً وجود اتصالات مع المعارضة، نافية الشائعات التي تحدثت عن تواصلها مع القائد العسكري للمعارضة اللواء الركن عبد الفتاح يونس، قبل مقتله، قال نجل الجنرال الراحل، معتصم عبد الفتاح يونس، إن المجلس الوطني الانتقالي يتعامل بسلبية شديدة مع هذه القضية حتى الآن. وهدد بأن الأسرة قد تضطر الى اللجوء إلى المساعدة الدولية للتوصل إلى الحقيقة.
من جهة ثانية، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن وزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي، خلال لقائه مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، عبد الإله الخطيب، في بكين، تشديده على دعم الصين لحل سياسي للأزمة الليبية، داعياً الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى أداء دور أكبر في حل هذه الأزمة عبر السبل السياسية.
وأثنى يانغ على جهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأفريقي، داعياً الطرفين المتنازعين في ليبيا إلى إعطاء مصالح البلاد وشعبها أولوية، وأخذ اقتراح وساطة المجتمع الدولي في الاعتبار.
ودعا المسؤول الصيني طرفي النزاع الليبيين إلى تبنّي سلوك أكثر مرونة، وحل الأزمة القائمة عبر السبل السياسية، قائلاً إن «الصين تودّ العمل مع الأمم المتحدة والأطراف الأخرى لبذل جهود متواصلة من أجل حل مبكر للأزمة الليبية».
وفي لقاء منفصل مع الخطيب، قال مساعد وزير الخارجية وو هايلونغ «مع استمرار إعلان المجتمع الدولي رغبته القوية في حل سياسي للأزمة في ليبيا، فإنه ينبغي على الأمم المتحدة أن تؤدي دوراً أكبر في ذلك».
وفي موسكو، قال مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الروسية، سيرغي فرشينين، «حالياً الوضع في طريق مسدود، وليس هناك حل عسكري. علينا البحث عن تسوية سياسية ودبلوماسية».
من جهة ثانية، قالت مصادر في مستشفى في مدينة مصراتة المحاصرة من قبل كتائب القذافي، إن القوات المؤيّدة للزعيم الليبي قتلت سبعة معارضين وأصابت 65 آخرين في هجوم مضاد على بلدة زليتن أمس.
وقال المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي، اللواء أحمد عمر باني، لوكالة «فرانس برس»، إن معارك عنيفة تدور بين المعارضين وقوات القذافي للسيطرة على زليتن الاستراتيجية (150 كيلومتراً شرقي طرابلس و70 كيلومتراً تقريباً من ميناء مصراتة). وأكد أن «الثوار تقدموا إلى وسط زليتن للسيطرة عليها».
وفي موقف لافت، ساند الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الزعيم الليبي. وقال في كلمة تلفزيونية «يعيش معمر القذافي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)