تزيد «حركة الشباب» الصومالية من سوء الوضع من خلال عرقلة وصول المساعدات الغذائية ومنع بعض الصوماليين من مغادرة المناطق التي تسيطر عليهايواجه ضحايا المجاعة في الصومال مزيداً من الأوضاع الصعبة. وفي ظل وضع انساني يزداد سوءاً والبطء في المساعدة من المجتمع الدولي، تعمل «حركة الشباب المجاهدين» الاسلامية على عرقلة ايصال المساعدات ومنع الرجال الصوماليين من مغادرة المناطق التي تسيطر عليها. ويصف بعض من يصل الى مخيم اللاجئين في داداب شرق كينيا الوضع بالقول إن مقاتلي «حركة الشباب» يعتدون على الرجال ويضايقونهم ويسرقونهم ويرغمونهم على العودة وحتى يجندونهم، لمنعهم من المغادرة. وفي هذا الاطار، تقول منظمة اليونسف إن ثمانين بالمئة من الواصلين هم من النساء والاطفال، أما الرجال فمعظمهم من المسنين.
لا تتوقف الأمور عند هذه الاعتداءات، بل تتعداها الى ما ذُكر أمس عن شهود عيان ومصدر رسمي، من ان مسلحين نهبوا مخزونات من المساعدة الغذائية في مخيم للنازحين في مقديشو يضم عدداً من ضحايا المجاعة، ما أدى الى اطلاق نار وسقوط 10 قتلى. وفي التفاصيل، وقع الهجوم في مخيم بادبادو الذي يضم آلاف الاشخاص النازحين بسبب الجفاف والمجاعة. وهاجم المسلحون المجهولون المخيم بعد ظهر أمس عندما كان النازحون ينتظرون توزيع مساعدة غذائية قدمها برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة.
وفي اطار التحرك الدولي، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أول من أمس، «حركة الشباب» الى السماح بمرور المساعدات الغذائية دون قيود الى المناطق التي تعصف بها المجاعة، واتهمت الحركة بأنها تعرقل عن عمد وصول الامدادات الغذائية. وقالت كلينتون، «إنّه لشيء مأساوي خصوصاً أنه اثناء شهر رمضان بما له من قدسية، فإن حركة الشباب تمنع المساعدات الى معظم السكان المحتاجين في الصومال»، معلنة ان فريقاً اميركياً، ترأسته زوجة نائب الرئيس جو بايدن، جيل بايدن، ويضم رئيس الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، راجيف شاه، سيسافر الى كينيا في مطلع الأسبوع المقبل بهدف تقييم الأزمة الغذائية.
من جانبها، رأت رئيسة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، أمس، أن على كل من الصين والسعودية بذل جهود اضافية لمكافحة المجاعة، واصفة الحالة في القرن الافريقي بأنها «كارثة انسانية لها أبعاد ضخمة»، مشيرة إلى أن «الجفاف والمجاعة يمثلان تحدياً جاثماً على ضمير قادة العالم، وعلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بذل المزيد».
في هذا السياق، صرح وزير الخارجية التركي، أحمد داود اوغلو، أمس، بأن بلاده دعت الى عقد اجتماع طارئ لمنظمة المؤتمر الاسلامي لبحث المجاعة في الصومال والمخاطر التي تمثلها على بلدان افريقية أخرى. وقال للصحافيين في انقرة، عقب صلاة الجمعة، «لا يهم أن يعقد الاجتماع في اسطنبول او جدة. نريد أن تتدخل منظمة المؤتمر الاسلامي بأسرع ما يمكن. نريد تلبية حاجات اشقائنا الافارقة خلال شهر رمضان». وأوضح أنه تقدم بهذا الطلب، أول من أمس، للأمين العام للمنظمة، اكمال الدين احسان اوغلو.
في موازاة ذلك، زادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميزانيتها للمساعدة. وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيلينبرجر، إن وكالته تعزز عمليتها العاجلة لمساعدة 1.1 مليون شخص وتطلب من المانحين 86 مليون دولار إضافية في 2011. وذكر كيلينبرجر أن الصليب الأحمر يستطيع الوصول إلى جنوب الصومال الذي يسيطر المتشددون الإسلاميون على معظم أنحائه وذلك من خلال طريقين للإمدادات عبر ميناءين صوماليين وطريق برية من كينيا، لكنه قال إن المنظمة تحتاج إلى مزيد من الإمدادات. ويتناقض ذلك مع وضع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي يتوفر لديه الغذاء لكنه يقول إنه لا يستطيع الوصول إلى أكثر من مليوني صومالي في أكثر المناطق تضرراً لأن حركة الشباب المتشددة منعت دخول معظم منظمات الإغاثة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)