على الرغم من مضي اربعة أيام على زيارة وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو لسوريا ونقل رسائل إليه من القيادة التركية، لا تزال التسريبات حول مضمون هذه الرسائل تتوالى، وآخرها من خلال وكالة انباء الاناضول التركية التي أشارت أمس إلى أن الرئيس التركي عبد الله غول دعا نظيره السوري بشار الاسد الى عدم التأخر في الاصلاحات الديموقراطية حتى فوات الأوان. ووفقاً للوكالة، قال غول للأسد «لا أريد ان يأتي يوم تشعرون فيه بالأسف وانتم تنظرون وراءكم لأنكم تأخرتم كثيراً في التحرك»، مضيفاً أن «توليكم قيادة التغيير سيجعلكم في موقع تاريخي بدلاً من ان تجرفكم رياح التغيير»، فيما نقلت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية عن مصادر دبلوماسية تركية قولها ان داوود أوغلو اتصل بوزير خارجية الامارات عبد الله بن زايد وأبلغه بنتيجة الاتصالات التي أجراها أخيراً في سوريا.
في غضون ذلك، جددت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون أمس قولها إن «من الواضح أن سوريا ستكون أفضل بدون الأسد»، حاثةً في الوقت نفسه «مشتري النفط السوري وموردي الاسلحة على قطع العلاقات» مع سوريا. وقالت كلينتون للصحافيين بعد اجتماع مع وزير الخارجية النرويجي يوناس جار ستور «نحث تلك الدول التي ما زالت تشتري النفط والغاز السوري، وتلك الدول التي لا تزال ترسل أسلحة، للأسد وتلك الدول التي يعطيه دعمها السياسي والاقتصادي راحة في وحشيته، على الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ». وصرحت كلينتون، في مؤتمر صحافي مع نظيرها النرويجي يوناس غار ستوري، ان «الرئيس الاسد فقد شرعيته لقيادة (البلاد)، ومن الواضح أن سوريا ستكون افضل بدونه». الا أن كلينتون لم تدع الاسد صراحة الى التنحي.
من جهته، طالب وزير الخارجية الهولندي أوري روسينثال بفرض عقوبات اضافية على شركات مملوكة من الدولة السورية، بما في ذلك قطاع الطاقة الذي يؤمن للنظام إيرادات أجنبية مثل مبيعات النفط.
وحذّر روسينثال، الذي أعلن اجراءه اتصالاً بالقيادي في المعارضة السورية هيثم المالح، أنه «من خلال السماح باستمرار هذا العنف، يصعّب الرئيس بشار الأسد على نفسه لعب دور في سوريا الجديدة»، موضحاً أن الأسد «فقد شرعيته».
من جهةٍ ثانية، أبدت سوريا ترحيبها بإجراء روسيا اتصالات مع المعارضة السورية المحلية، معللةً ذلك بأن موسكو ستحاول خلال هذه اللقاءات إقناعها ببدء الحوار مع السلطات الرسمية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن القائم بالأعمال السوري في روسيا سليمان أبو دياب قوله إن «روسيا تقول إنها تلتقي مع المعارضة من اجل إقناعها بالموافقة على الحوار وهذا جيد وطبيعي»، مضيفاً «لماذا المعارضة في سوريا لا تتوقف؟ لأنه لا موقف الغرب ولا موقف أميركا يشابه موقف روسيا، ولو قالوا انه من الضروري الموافقة على الحوار، والعمل على القوانين التي صدرت، لسار كل شيء على ما يرام».
وفي سياق متصل، قال أبو دياب إن «دمشق لا ترى في التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بشأن سوريا إشارة إلى احتمال تغيير موقف روسيا إزاء الوضع في هذا البلد»، مشيراً إلى أن «الإصلاحات في سوريا تجري بسرعة مقارنة بما تحقق في كل من تونس ومصر وليبيا والبحرين».
وذكر القائم بالأعمال السوري أن القبائل هي القوى الأكثر نفوذاً في تلك المنطقة (حماه)، وقد طالب ممثلوها الرئيس الأسد بإرسال الجيش.
وأكد أبو دياب أن «نحو 90 في المئة من الأنباء حول سقوط الضحايا بين المدنيين على يد قوات الأمن كاذبة»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «تنحي الرئيس بشار الأسد سيسبب فوضى في البلاد لأن المعارضة لا تملك أي برنامج للتنمية»، لافتاً إلى أن «المعارضة تسعى فقط إلى تغيير السلطة دون تقديم أي بديل، أما الرئيس الأسد فهو ضمان الاستقرار والأمن في البلاد لأن لديه برنامج إصلاحات في سوريا».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)