أعلن تنظيم «القاعدة» في العراق، أول من أمس، أنّه أطلق «غزوة الثأر لبن لادن» من خلال تنفيذ أكثر من مئة عملية في بلاد الرافدين خلال الشهور المقبلة، فيما كشفت اللجنة الفنية لترسيم الحدود العراقية مع إيران، عزم ايران على إغلاق منابع جميع الأنهار المتجهة الى العراق لتدارك أزمة حادة تعانيها ايران في مجال المياه.وقال تنظيم دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة»، في بيان نشر على موقع «حنين»، الذي يُعنى بأخبار «المجاهدين» في العراق، «نعلن بدء المرحلة الثالثة من خطة حصاد الخير المباركة ونستهل هذه المرحلة بغزوة سمّيناها غزوة «الثأر للشيخ (أسامة) بن لادن والقادة الكبار». وأوضح أن الحملة بدأت «منتصف شهر الصيام (رمضان) وتنتهي إن شاء الله بعد مئة غارة بالتمام، وتكون متنوعة ما بين اقتحام وعمليات استشهادية علاوة على العبوات والكواتم والقناصات، في كافة المدن والأرياف والولايات». وتوجّه البيان الى مقاتلي «القاعدة» بالقول «ردّوا عن أهل السنّة حملة الصليب وعادية المجوس وأفراخهما وقاتلوا في سبيل الله واجعلوها بداية عهد جديد من الفتوحات».
وفي السياق، قال مصدر في وزارة الداخلية إن عناصر من تنظيم دولة العراق الإسلامية ألقوا منشورات في بعض شوارع بغداد تدعو الى مقاتلة القوات الأميركية الباقية في البلاد. وأوضح أن «المنشورات أُلقيت في مناطق متفرقة من السيدية (غرب) وحي الجهاد (غرب)، وتدعو الى مقاتلة القوات الأميركية ومحاربة الفساد والانضمام الى دولة العراق الإسلامية من أجل إعادة الأمن والاستقرار».
وتفاوض الولايات المتحدة العراق من أجل إبقاء بعض قواتها في العراق بعد نهاية العام الحالي، وقد أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في هذا السياق أن العراق وافق على بقاء قوات أميركية في البلاد بعد 2011. وقال إن العراقيين قرروا تمديد وجود القوات الأميركية الى ما بعد الموعد المحدد لانسحابها.
لكن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قال، في بيان له، إنه «لم تبدأ حتى الآن أي مفاوضات رسمية مع الجانب الأميركي لتقرير نوع ومدة وعدد قوات التدريب المطلوبة ليتقرر على ضوئها الحاجة إلى وجود قوات تدريب في العراق من عدمه».
من جهة ثانية، نقلت صحيفة «الصباح» العراقية الحكومية عن مصدر رفيع المستوى في اللجنة الفنية لترسيم الحدود العراقية مع إيران قوله إن «الجانب الإيراني أبلغ اللجنة أنه سيقدم على إغلاق جميع الأنهار المتجهة الى العراق لما تعانيه بلاده من أزمة حادة بالمياه». ودعا المصدر الحكومة العراقية الى «ضرورة استعمال الورقة الاقتصادية والتجارية للضغط على الجانب الإيراني، وخصوصاً بعدما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من عشرة مليارات دولار هذا العام».
وكانت إيران قد أقدمت على قطع المياه عن أكثر من 45 رافداً وجدولاً موسمياً كانت تغذي الأنهار والأهوار في العراق، أهمها أنهار الكرخة والكارون والطيب والوند، وآخرها نهر هوشياري الذي يغذي محافظة السليمانية.
وعن عملية ترسيم الحدود بين البلدين، قال المصدر إنّ «العملية وضمنها وضع الدعائم والترسيم مستمرة ابتداءً من المثلث العراقي ـــــ الإيراني ـــــ التركي وصولاً الى شط العرب»، واصفاً عمل اللجنة المشتركة بـ«الإيجابي باستثناء بعض الإشكالات في منطقة شط العرب».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)