عمت المظاهر الاحتفالية بسيطرة المعارضة الليبية على العاصمة طرابس عدداً من العواصم العربية والدولية، فيما تولى أنصار المعارضة الليبية اقتحام مقار السفارات التي بقيت متمسكة بولائها لمعمر القذافي. وتجمع نحو مئة ليبي أمام البيت الأبيض في واشنطن وهم يصلون ويهتفون ويرفعون علم الثورة ويرددون «ليبيا حرة، شكراً ساركوزي، شكراً أوباما».وقالت إحدى السيدات وتدعى رانيا، وصلت في 1984 الى الولايات المتحدة مع إخوتها وأخواتها للحصول على اللجوء السياسي، «هذا المساء، نشعر للمرة الأولى في حياتنا باعتزازنا بأننا ليبيون». وأضافت وهي أم لولدين «نريد أن نقول شكراً لساركوزي وللفرنسيين الذين كانوا الأوائل، قبل الأميركيين في دعم الليبيين».
كذلك رفعت امرأة لافتة بيضاء تشكر الحلف الأطلسي «لنضاله من أجل الديموقراطية»، بينما رفع أطفال قمصاناً تحمل ألوان علم الثورة، ورايات الثوار، وقد كتب عليها «ليبيا حرة». وفي أجواء من الفرح، غنى هؤلاء الليبيون «القذافي غادر ليبيا، ليبيا حرة».
كذلك تظاهر ليبيون معارضون للعقيد معمر القذافي أمام السفارة الليبية في أنقرة وأنزلوا العلم الأخضر ورفعوا مكانه علم الاستقلال الذي اعتمده الثوار. وذكرت وسائل إعلام تركية أن السفير الليبي زياد أدهم المنتصر حاول الإدلاء بتصريح، غير أن المحتجين منعوه وقالوا إنه مؤيد للعقيد معمر القذافي، فيما اجتمع المعارضون في حديقة السفارة وأحرقوا صوراً للقذافي ورفعوا شارات النصر.
وفي السودان، أعلنت الجالية الليبية أنها استولت على مبنى السفارة في الخرطوم، وأنزلت عنه علم ليبيا القديم ورفعت مكانه العلم الذي يستخدمه الثوار، بينما كان عشرات من السودانيين يتجمعون أمام مبنى السفارة الليبية وهم يهتفون ضد نظام القذافي.
وقال بيان تلاه نيابة عن الجالية الليبية أحد أفرادها عبد الجليل قنطاري، وهو طالب دراسات عليا في جامعة سودانية من داخل مبنى السفارة «اجتمعت الجالية الليبية اليوم داخل مبنى السفارة وتشاورت وقررت إنزال راية الضلال ورفع علم الاستقلال». وأضاف البيان إن «الجالية قررت إعفاء القائم بأعمال السفارة ناصر أبو جيله من منصبه، وتكليف المستشار مولود علي موسى بتسيير أعمال السفارة (وهو موظف في السفارة مسؤول عن الشؤون المالية)، إضافةً إلى تكليف عدد من أعضاء الجالية بتسيير أعمال السفارة».
كذلك، عمد أعضاء الجالية الليبية الى تمزيق صور معمر القذافي التي كانت معلقة داخل مكاتب السفارة وألقوا بها في الشارع.
أما في الجزائر، فرفعت السفارة الليبية علم الثورة وأنزلت العلم الليبي الأخضر. وأكد أحد موظفي السفارة أنه «لا أحد من الدبلوماسيين بمن فيهم السفير والقنصل ونائب القنصل التحق بمنصبه، ولا يوجد في السفارة إلا الموظفون الإداريون الذين يواصلون عملهم المعتاد»، بينما رفض السفير غضبان عبد المولى الإدلاء بأي تصريح.
في المقابل، تعرّضت السفارة الجزائرية في العاصمة الليبية لعمليات نهب من قبل مجهولين. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني قوله إن السفارة الجزائرية في طرابلس تعرضت «لسلسلة من الانتهاكات» من قبل مجموعة من الأشخاص استولوا خلالها على عدد من السيارات التابعة للسفارة.
وقال بلاني إن وزير الخارجية مراد مدلسي وجه مراسلة «عاجلة» إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون «للفت انتباهه بشأن الانتهاكات التي تعرض لها مقر البعثة الدبلوماسية الجزائرية، مطالباً إياه بالعمل على أن تتخذ الأمم المتحدة الإجراءات اللازمة لضمان حماية الدبلوماسيين ومقارّ البعثة الجزائرية وممتلكاتها وفقاً لقواعد القانون الدولي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)