دافعت الولايات المتحدة عن قرارها فرض عقوبات على وزير الخارجية السوري وليد المعلم، عبر تسخيفه وتوصيفه بعبارات لاذعة باعتباره «أداة وقحة وبوقاً للرئيس السوري بشار الأسد»، متمهة إياه بأنّه مسؤول شخصياً عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق المحتجين على مدى الأشهر الخمسة الأخيرة. دفاع عرضته المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فكتوريا نولاند، بلغة غير لائقة بتاتاً وغير معهودة في الصالات الدبلوماسية. وقالت إن وليد المعلم «يبقى وقحاً لا يتجرّأ على الاعتذار»، وأنّه «أدى دوراً رئيسياً في محاولة إخفاء جرائم نظامه وتعذيبه للمواطنين السوريين». وأضافت أنه كان أيضاً «أداة فعّالة في تأمين المساعدة من حليفة سوريا إيران في عمليات القمع».
أتت هذه التصريحات الأميركية بعد يوم من فرض عقوبات جديدة على مسؤولين رفيعي المستوى في النظام السوري، هم المستشارة الإعلامية للرئيس بثينة شعبان والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي إضافة إلى المعلم.
وقالت نولاند إنّ «المعلم أدى دوراً رئيساً في محاولته إسقاط الآثار المترتبة على وحشية نظام الأسد، عبر تسخير نفسه لإخفاء قدرة نظام الأسد على القتل والتعذيب بحق المواطنين السوريين»، مضيفةً أن «المعلم بدوره يتحمّل مسؤولية شخصية عن الجرائم المرتكبة». وفي مقارنة الوضع في كل من ليبيا وسوريا، قالت نولاند إنه في حالة ليبيا فإن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على مسؤولين ليبيين، بحيث أمكن وزير الخارجية موسى كوسى رفعها بمجرد تخليه عن دعم العقيد معمر القذافي، مضيفةً «نأمل من هؤلاء السوريين الذين لا يزالون يتعلقون بمستقبل الأسد أن يفهموا أن هناك مستقبلاً إيجابياً لهم في سوريا الديموقراطية، وأنهم سيقفون مع الجهة الصحيحة في التاريخ». أما بالنسبة إلى المعلم، تابعت نولاند «فإنه يبقى وقحاً لا يقدر على الاعتذار، ويبقى أداة معيبة وبوقاً للأسد ونظامه».
ورأت أن المعلم «يكرّر لازمة المؤامرة الدولية ويحاول إخفاء الأعمال الإرهابية للنظام، مفضّلاً اتهام إرهابيين». وأضافت أن «هذا الشخص ينشر أكاذيب عن المعارضة في سوريا وأكاذيب عن الوضع الأمني (في البلاد) وأكاذيب عن نشاطات النظام». وقالت المسؤولة الأميركية إن المعلم ساعد سوريا في الحصول على الدعم التقني والاستراتيجي من إيران في مجال تقنيات قمع الاحتجاجات «وأنواع العنف الوحشي الذي نشاهده». ووصفت علاقات المعلم مع إيران بأنها «حميمية وخطيرة على نحو مفرط»، لكنها رفضت أن توضح ما هي المعطيات التي تملكها الولايات المتحدة كي تكون متأكدة من أن المعلم هو «واحد من الروابط الدبلوماسية القيادية» مع إيران.
من جهة ثانية، قال مصدر أميركي، رفض الكشف عن هويته، إن المعلم يمارس أيضاً دوره «لمنع مجلس الأمن الدولي من التحرك»، فيما رأى مسؤولون أميركيون أن الانتقادات الحادة التي أطلقتها فكتوريا تعكس وجود نية شخصية مضمرة تجاه وزير الخارجية السوري على مستويات رفيعة في إدارة باراك أوباما، إذ يعتقد البعض أن نائب وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جفري فيلتمان كان هدفاً لمحاولة اغتيال عندما كان سفيراً لدى لبنان ما بين عامي 2004 و 2008، ويرجّحون أن يكون لسوريا يد في ذلك. ونقل المسؤولون هذه المعلومات الاستخبارية الحسّاسة شرط عدم الكشف عن هويتهم. ويذكر أن المعلم كان لنحو 10 سنوات سفير سوريا في واشنطن، قبل أن يعود إلى دمشق ليرأس الدبلوماسية السورية. وفي تموز الماضي أثار غضب الإدارة الأميركية حينما هدّد بتقييد حركة السفيرين الأميركي والفرنسي لدى سوريا، بعدما قاما بجولة في حماه وأعربا عن دعمهما للمتظاهرين. كذلك رفضت واشنطن طلبه أن تكون كل مخططات السفر مصرّحاً عنها لدى الحكومة السورية.
(أ ب)
5 تعليق
التعليقات
-
وليد الملم .... مبروكسيادة الوزير وليد المعلم مبروك حصلت على براءة وشهادة حسن سلوك ، والله ما انشرح صدرنا غير مرتين مرة يوم سيد الوطن وصف المتخاذلين بأنصاف الرجال ... ولا رجال ، والمرة الثانية عندما ألغيت أوربا من خريطة العالم وهو تصرف يلزمه من يفهمه . فجنة بالذل لا نرضى بها ... وجهنم بالعز أحسن منزل
-
لهذا السبب لانحبكملطالما يتسائل الامريكيين ومسؤليهم لماذا نكرههم والحقيقة اننا أصحاب حضارة ولانكرهكم ولكن لانحبكم ولن نحبكم ابدا مادمتم تتدخلون في شؤننا فحضارتنا تحتم علينا ان لانركم لغير الله هذه الوقاحة من مبتدأة في السياسة تصنف المعلم بألفاظ بعيدة عن الحقيقة وعن الذوق والادب هل كانت تتوقع ان يكون المعلم من الاعراب الذين يأتمرون بأوامر وزارتها هل كانت تعلق وهي لاتدرك ماتقول ولاتدرك انه وزير خارجية سوريا الممانعة والحضارة والعزة مسكينة أمريكا رغم عناصر القوة التي تملكها تفتقر قياداتها الى ادنى عناصر المصداقية رغم تبجحها ليل نهار بالدفاع عن الديموقراطية والحريات
-
ومنذ متى كانت أمريكا ترفع القبعة للشرفاءبالتأكيد سيكون هذا هو وسام الشرف الذي يستحقه وزير الخارجية السوري وليد المعلم .. لأنه ملتوم بخط بلاده وحكومته ولم تتمكن أمريكا من شراءه على غرار معظم الحكام العرب ...الذين تشتريهم أمريكا بأموالهم هم للأسف .. وما شأن أمريكا بعلاقتنا الحميمة مع إيران أو غيرها ... وعلى ما يبدو أن أي عملية اغتيال أو محاولة اغتيال حدثت في العالم أجمع سيكون النظام السوري وراءها ... ليعلم الجميع اننا نفتخر بكون وليد المعلم هو وزير خارجيتنا وخاصة بعد هذه التصريحات الأمريكية السافرة ...
-
هؤلاء السوريون وتلك المغرورة !فيكتوريا نولاند الناطقة بإسم الخارجية الأميركية حاليا كانت نائبا أساسيا لنائب الرئيس السابق (بوش الإبن) ديك تشيني لشؤون الأمن القومي من 2003 إلى 2005. أما مهمتها فكانت : ترويج الديمقراطية في العراق وأفغانستان ولبنان والشرق الأوسط الكبير ! عادة عندما يعرف السبب يبطل العجب,ولكن في حالة هذه البلهاء المتكبرة فقد زادنا تاريخها في "ترويج الديمقراطية" عجبا ورهقا من جهة ومعرفة بالأسباب التي دفعت الإمام الخميني (رحمه الله) لتسمية هذه الدولة المجرمة بالشيطان الأكبر ! سبحان الله !,على ماذا استندت في دعوتك : < نأمل من هؤلاء السوريين الذين لا يزالون يتعلقون بمستقبل الأسد أن يفهموا أن هناك مستقبلاً إيجابياً لهم في سوريا الديموقراطية، وأنهم سيقفون مع الجهة الصحيحة في التاريخ!>؟ أي تاريخ ؟! تاريخك أنت ومعلمك ديك تشيني ومعلمه بوش جونيور في الترويج للديمقراطية,أم تاريخ عملائكم في أفغانستان والعراق ولبنان ؟! ثم تتحدثين عن الوحشية ومن يخفيها ؟! والله ليس هناك في منطقتنا من دليل على الإيمان بالله والوطنية والشرف والحرية والرجولة...والوقوف إلى "الجانب الصحيح من التاريخ" أرفع وأصدق من الشهادة التي أعطيتيها للوزير المعلم و"هؤلاء السوريون" والعكس دائما صحيح أيضا,ومن شاهد منظر "الزعماء" العرب كم هم مسرورين بالصورة التذكارية مع ساركوزي وبلير يفهم ماذا أقصد !
-
الوقحون يوزّعون شهادات؟و هل تحدّث الوزير المعلّم في غير شؤون بلده ليصفوه بالوقح؟ الوقح هو من يتدخّل في شؤون غيره ويتدخّل فيما ليس من شأنه بصفاقة وقلّة حياء.. وأعتقد - والجميع يثقون - بأنّه لا أوقح من الأمريكيّين وسياستهم الغبيّة في العالم.