أطلقت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين، أمس، حملة رمزية لمواكبة استحقاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت شعار «فلسطين تستحق مقعداً»، بينما جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استعداده الذهاب إلى رام الله للتفاوض مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتجنب قيام الدولة الفلسطينية. لكن الجديد طرأ بكشف الرئيس محمود عباس نفسه، خلال لقاء جمعه برام الله مع صحافيين إسرائيليين، أنه التقى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في العاصمة الأردنية عمان في 24 آب الماضي، رافضاً الإفصاح عن تفاصيل اللقاء. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن عباس قوله: «سنشكو للأمم المتحدة أننا تحت الاحتلال منذ الحكم العثماني وحتى اليوم، وأننا نريد الاستقلال، ونحن نريد أن نكون مع إسرائيل ولا نريد عزلها، ونحن نشجع الدول العربية على الاعتراف بدولة إسرائيل مثلما دفعنا إلى ذلك في مبادرة السلام العربية، ولن ننزع الشرعية (عن إسرائيل)». وأكد عباس أنه اجتمع عدة مرات مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في الأردن وروما ولندن في الفترة الأخيرة، موضحاً أنه «كان مقرراً عقد لقاء آخر في 28 تموز الماضي، لكنه أُلغي بطلب من بيريز». وكان عباس قد التقى في مقرّه وفداً من مثقفين وأكاديميين إسرائيليين مؤيدين لتوجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة. وقال عضو الكنيست، العربي أحمد الطيبي إن الوفد الإسرائيلي يضم كتاباً إسرائيليين بارزين ومثقفين وأساتذة جامعات وعددهم أكثر من 25 شخصية إسرائيلية بارزة مؤيدة للتوجه الفلسطيني. أما نتنياهو، فقد جزم، في ختام لقائه مع رئيس الوزراء البلجيكي إيف لو ترم، في القدس المحتلة، بأنّه مستعد للذهاب إلى مدينة رام الله لإجراء محادثات سلام مباشرة مع الرئيس الفلسطيني. وأضاف: «أدعوه (عباس) إلى هنا، وبإمكاني أن أصل إلى رام الله، فالمحادثات المباشرة هي الطريق الوحيد لضمان السلام». وتابع: «من الأفضل القيام بذلك هنا بدل عبور مسار العقبات في الأمم المتحدة». وجدّد نتنياهو إشارته إلى أن «السلام الوحيد الذي سيتحقق هو من طريق المحادثات المباشرة، ومن دون شروط مسبقة». واتهم الفلسطينيين بأنهم «لم يتهربوا من المحادثات فحسب، بل هم يحاولون أيضاً تجاوزها والذهاب إلى الأمم المتحدة في أيلول، وهذا لم يقدّم السلام».
وفي المواقف الدولية من استحقاق الدولة، رأى وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن قيام دولة فلسطينية ممكن فقط من خلال حوار سلمي مع إسرائيل، لافتاً إلى أن توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة يجب أن لا يكون بديلاً للحوار. غير أنه طمأن إلى التزام بلاده مبدأ الدولة الفلسطينية، و«موسكو لا ترى أي مشكلة في الاعتراف بالدولة».
في هذه الأثناء، أعلنت حملة «فلسطين تستحق مقعداً» عن مقعد خشبي يُحاكي المقعد الرسمي المخصص للدول الأعضاء في الأمم المتحدة. ويفترض أن يطوف هذا المقعد عدة دول، أولها لبنان، ثم قطر بصفتها تترأس لجنة المتابعة العربية، وباريس ولندن وبروكسل، ومن ثم مدريد وصولاً إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وجاء إطلاق الحملة من أمام ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ويشبه هذا المقعد المصنوع من خشب الزيتون تماماً المقعد المخصص للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، من حيث لونه الأزرق والأبيض. وكُتب عليه بالإنكليزية «فلسطين تستحق».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)