دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس، أتباعه إلى وقف الهجمات على القوات الأميركية لضمان مغادرتها العراق قبل نهاية العام. لكنه حذر في المقابل، من أن العمليات العسكرية ستستأنف إذا لم تغادر القوات في الوقت المحدد لها، أي بحلول 31 كانون الأول المقبل، مؤكداً أنها في هذه الحالة ستكون ذات «بأس شديد». وقال الصدر، في بيان تلاه المتحدث باسمه صلاح العبيدي: «حرصاً مني على إتمام استقلال العراق وانسحاب القوات الغازية من أراضينا المقدسة، صار لزاماً علي أن أوقف العمليات العسكرية إلى حين إتمام انسحاب القوات الغازية». وأضاف: «وفي حال عدم الانسحاب، وبقي العراق غير مستقل الأراضي والقرار، سترجع العمليات العسكرية بنهج جديد وبأس شديد»، وذلك بعدما سبق أن حذر من أن المدربين العسكريين الأميركيين الذين سيبقون في البلاد بعد نهاية العام الجاري سيكونون مستهدفين. كذلك عرض الصدر «تأمين الطرق للقوات الأميركية أثناء مغادرتها العراق إذا رغبت الحكومة العراقية».
وفي أول رد أميركي على بيان الصدر، قال المتحدث العسكري الأميركي الكولونيل باري جونسون: «سنرى قريباً إذا كان لواء اليوم الموعود وغيره من التابعين للتيار الصدري سيواصلون شن هجمات على القوات الأميركية والحكومة العراقية، أو أنها كلمات غير مدعومة بأفعال».
من جهةٍ ثانية، دعا زعيم التيار الصدري أتباعه إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل لحث الحكومة على الإسراع بتنفيذ شروط مطلبية محلية قال إن الحكومة أخذتها في الاعتبار، في إشارة إلى الشروط الثلاثة التي سبق أن حددها الصدر لتأجيل التظاهرات، ونصت على إعطاء حصة من النفط العراقي لكل مواطن، وتشغيل ما لا يقل عن خمسين ألف عاطل من العمل وتوزيع الوقود على مولدات الكهرباء الأهلية مجاناً، إلى أن يُحسَّن واقع الكهرباء.
في غضون ذلك، قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاستقالة، التي قدمها إليه كتابة رئيس هيئة النزاهة في العراق، رحيم العكيلي. وفيما أشارت مصادر مقربة من العكيلي إلى أن استقالته تأتي احتجاجاً على الضغوط التي حاولت أن تمارسها عليه أحزاب سياسية اتهمها بمحاولة التستر على اختلاس أموال، قال النائب العراقي المستقل صباح الساعدي، إن استقالة رئيس هيئة النزاهة سببها طلب حزب الدعوة الإسلامي الذي يتزعمه المالكي، فتح ملفات فساد «ملفّقة» بحق بعض السياسيين العراقيين، ومنهم أحمد الجلبي وجواد البولاني.
في هذه الأثناء، أحبطت الأجهزة الامنية العراقية محاولتين لتفجير مصرف حكومي ومستشفى عسكري في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد، بينما ارتفع عدد القتلى العراقيين خلال اليوميين الماضيين إلى 11.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)