فيما يحاول معظم زعماء دول العالم التأكيد أنهم لن يستقبلوا الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، أعلن رئيس وزراء غينيا بيساو، كارلوس غوميز جونيور، أن بلاده سترحب بالقذافي إذا سعى إلى اللجوء إليها. لكن المثير للجدل ما نشرته صحيفة «صنداي تليغراف» بكشفها أن الحكومة البريطانية سعت إلى بيع بنادق قناصة لنظام القذافي قبل أسابيع من اندلاع الانتفاضة ضده. وقال جونيور لإذاعة «بومبولوم» المستقلة أول من أمس: «مع كل الاستثمارات التي ضخها (القذافي) على غينيا بيساو، فهو يستحق الاحترام والمعاملة الجيدة من جانب سلطات غينيا بيساو وشعبها».
وفيما وصل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل إلى العاصمة الليبية طرابلس، أعلن وزير النفط والمال المؤقت، علي ترهوني، أن ليبيا قد تستأنف بعض إنتاج النفط ما بين ثلاثة وأربعة أيام، ومن المتوقع أن يصل إلى مستوياته قبل الحرب في غضون عام.
وقال الترهوني للصحافيين أثناء زيارة رسمية لمرفأ تصدير النفط في البريقة: «سنبدأ يوم الثلاثاء أو الأربعاء الإنتاج من (حقلي) السرير ومسلة. وسنبدأ أيضاً إنتاج الغاز والنفط ـــــ ليس بالتزامن ـــــ من (حقلي) الشرارة ووفا... نتطلع إلى أن يكون الفارق أياماً». لكنه أكد أن الأجانب لن يُسمح لهم بإحضار موظفيهم للأمن إلى البلاد، قائلاً: «إذا كان الأمن متوافراً بدرجة كافية لليبيين، فإنه ينبغي أن يكون كافياً للعمال الأجانب». وقال الترهوني إنه لن توقَّع أي صفقات نفطية مع شركات أجنبية لحين تأليف حكومة منتخبة بعد 18 شهراً.
من جانب آخر، وبينما يستعد الثوار الليبيون لاقتحام معاقل مؤيدي القذافي في سرت وبني وليد وسبها، استقبل عشرات الليبيين في طرابلس رئيس المجلس الانتقالي الآتي من بنغازي. ووصف المتحدث باسم المجلس جلال الجلال، هذه العودة لوزير العدل الليبي السابق بأنها «لحظة تاريخية».
وفي طريق عودته إلى العاصمة، تحدث عبد الجليل، خلال توقفه في مصراتة، عن أوضاع معاقل القذافي قائلاً: «الوضع بات الآن في أيدي المقاتلين الثوار. لقد تحدثنا إليهم عبر قادتهم ونترك لهم خيار اتخاذ القرار (بالهجوم) حين يشاؤون»، في إشارة إلى بني وليد (جنوبي شرقي طرابلس) وسرت (شرقي طرابلس) وسبها في الوسط.
دبلوماسياً، أكد مجلس الأمن القومي الأميركي أن «المجلس الوطني الانتقالي سيجد في الولايات المتحدة حليفاً صلباً فيما يقوم بعملية انتقالية سياسية ديموقراطية تُحترَم فيها حقوق الإنسان».
بدوره، اعترف صندوق النقد الدولي بالمجلس الانتقالي حكومة شرعية في ليبيا، حسبما أعلنت مديرته كريستين لاغارد في مرسيليا.
من جهة ثانية، قالت «صنداي تلغراف» إن وثائق عثرت عليها في المقر المهجور للسفارة البريطانية في طرابلس أظهرت أن السفير البريطاني لدى ليبيا، ريتشارد نورثرن، ومساعد رئيس هيئة أركان الجيش البريطاني، الجنرال جوناثن، أجريا مباحثات مع كبار المسؤولين في الجيش الليبي في كانون الأول الماضي، بخصوص زيارة بريطانيا لتفقد المعدات العسكرية، بما في ذلك البنادق والمدافع الرشاشة.
في غضون ذلك، اعترف وزير العدل النيجري والمتحدث باسم الحكومة، مارو امادو، بأن أحد أبناء العقيد الليبي، الساعدي القذافي، وصل أمس إلى النيجر.
وفي تطور خطير على الساحة الليبية، قتل 12 من الثوار الليبيين وأصيب 16 في مواجهات وقعت أول من أمس في جبل نفوسة غرب ليبيا بين مقاتلين من غريان وككلة، وثوار الأصابعة.
وقال رئيس المجلس المحلي لغريان، وحيد برشان، إن «ثوار غريان وككلة ويفرن تعرضوا لخديعة من ثوار الأصابعة أثناء طلبهم تسليم الأسلحة الثقيلة في منطقة الأصابعة» التي كانت موالية للقذافي، إلا أنهم تعرضوا لإطلاق نار عندما وصلوا لتسلم الأسلحة. وتابع: «حدثت المواجهات بسبب حساسيات قديمة نتيجة موالاة منطقة الأصابعة لنظام القذافي».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)