تحدث عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، في المؤتمر الدولي السنوي لمعهد السياسات لمكافحة «الإرهاب» ـــــ هرتسليا في وسط إسرائيل، عن الثورات العربية وتداعياتها على تل أبيب. وقال الرئيس السابق لـ«الموساد»، اللواء في الاحتياط داني ياتوم، إن «على إسرائيل أن تقلق من التهديدات المتشكلة في المنطقة، رغم أنها تحوي أيضاً فرصاً جيدة، وتحديداً ضد سوريا وحزب الله». وبحسب ياتوم، إن «الملامح الجديدة للثورات في البلاد العربية، تُظهر لاعبين جدداً على الساحة لم نكن نعرفهم حتى الآن، وفي مقدّمهم شبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، ووسائل الاتصالات الحديثة، والجيل الشاب»، مضيفاً أن «هذا يؤكد انتهاء النسق الذي كان سائداً حتى الأمس القريب في الدول العربية، والمتشكل من ثلاثة عناصر أساسية: زعيم معمّر وقويّ، وحزب حاكم يسيطر على كلّ مرافق الحياة، وجيش قويّ ووفي». وقال ياتوم إن المشهد المصري ينبئ بسيناريوين، أحدهما سيناريو متفائل، بأن «تبقى المؤسسة العسكرية هي العنصر الأقوى في مصر، وأن تمثّل كابحاً مركزياً أمام التيار الإسلامي. أما السيناريو المقلق، فأن ينجح العناصر الإسلاميون الذين يتصرفون حالياً بحكمة عالية جداً، في الاستيلاء لاحقاً على السلطة، من خلال العملية الانتخابية»، مشيراً إلى أن «حالة التأرجح وعدم اليقين في العالم العربي، ولا سيما في مصر، تصب تحديداً في مصلحة حزب الله وحماس».
مع ذلك، أكد ياتوم وجود فرص في التهديدات القائمة، إذ تخشى الجهات المقاومة «تمدد موجة الاحتجاجات في سوريا، وعودة التحرك الشعبي المناوئ للحكم في إيران، وتوجد فرصة في أن نشهد غلياناً شعبياً في لبنان ضد حزب الله، وأيضاً ابتعاد تركيا عن سوريا وربما أيضاً عن إيران». وشدد على أن «لدى إسرائيل كل الأسباب التي تدفعها كي تتابع بقلق متزايد، التطورات في الساحات العربية».
من جهته، قدر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء في الاحتياط أهارون زئيفي فركش، وجود فرصة في أن تتفتت المنطقة إلى دويلات جراء التطورات الأخيرة. وقال، في المؤتمر، إن «الشرق الأوسط قد يشهد خريطة جديدة كلياً، شبيهة بالخريطة الأوروبية، بأن يتحول إلى منطقة مكوّنة من ثلاثين دولة»، وطالب بأن تنأى إسرائيل بنفسها عن الأحداث والتطورات المقبلة؛ إذ إن «على الدول العربية أن تواجه الإسلام الراديكالي بنفسها؛ لأن الحل سيتحقق فقط عبر حرب يشهدها الإسلام في داخله، ما يعني أن على إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة، أن تبقى بعيدة عما يجري».