الفلسطينيون يحذّرون من اعتداءات المستوطنين... والاحتلال يعزّز قواته في الضفة

أقل من أسبوع على موعد التوجه الى الأمم المتحدة، ولا تزال المواقف على حالها لجهة إصرار الفلسطينيين على الاعتراف بالدولة، مقابل محاولات اسرائيلية لعرقلة المسعى مع استخدام ورقة المستوطنين
رجّح مسؤولون فلسطينيون أن تكون مرحلة ما بعد طلب الاعتراف بالدولة غير ما قبله، ولا سيما أنها ستسقط الوساطة الأميركية مع تنفيذ واشنطن تهديدها واستخدام حق النقض، في وقت استنفرت فيه إسرائيل قواتها في الضفة الغربية تحسباً لتظاهرات أيلول.
وقال عباس، خلال لقائه في مقرّ الرئاسة برام الله، وفد الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة برئاسة عضو الكنيست، رئيس الجبهة محمد بركة، إن «التوجه إلى الأمم المتحدة لا يتعارض مع المفاوضات في حال التزام إسرائيل بوقف الاستيطان، والمرجعيات الدولية الواضحة في العملية السلمية».
من جهة ثانية، رأى مسؤولون فلسطينيون أنه مهما كانت نتيجة التوجه الى الأمم المتحدة، فإن آلية المفاوضات مع اسرائيل والرعاية الأميركية لها ستتغيران. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت «توجُّهنا الى الأمم المتحدة هو توجه جديد للعمل من خلال دعوة الأمم المتحدة إلى أخذ دورها في العملية السياسية بديلاً عن الآلية السابقة». وأضاف «بمجرد أن تستخدم الادارة الاميركية حق النقض ضد قبول عضويتنا في الأمم المتحدة، فانها بذلك تنهي وساطتها في العملية التفاوضية، وبالتالي فإن الامم المتحدة حينها تتحمل مسؤوليتها عن هذه العملية». وتابع «سنسعى حينها الى قيادة دولية للمفاوضات بديلاً عن الرعاية الأميركية لها». وفي السياق نفسه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنا عميره، إن «الوساطة الأميركية والمفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين تلفظ أنفاسها الأخيرة» في ظل توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة. وأضاف «لم يعد بالإمكان لا بالمقاومة ولا بالمفاوضات أن يصل الشعب الفلسطيني الى حل، سوى أن يتوجه الى الأمم المتحدة». واتفق مع عميره ورأفت المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، نمر حماد، عبر قوله «إن أي مفاوضات سياسية قادمة سنسعى لأن تكون بين دولة (فلسطين) تقع تحت الاحتلال ودولة (اسرائيل) تحتلها».
وفي مقابل المساعي الفلسطينية يثابر الاسرائيليون ومستوطنوهم على استفزاز الفلسطينيين لجرهم الى العنف عبر الاعتداء المتواصل عليهم، وقد رأت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، أن «المستوطنين يمثلون خطورة باعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين وممتلكاتهم، هم يخططون لاستفزاز الفلسطينيين لخلق حالة عنف ووضع ينتشر فيه الانفلات التام عندنا».
وأضافت «أصبح المستوطنون أداة عنف تستخدمها الحكومة الاسرائيلية»، مؤكدة أنه «من الواضح ان المستوطنين تحولوا الى ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون تعمل ما تريد وتقوم بتصعيد ارهابها وعدوانها واستهداف الفلسطينيين الابرياء والقرى والشجر والمحاصيل من دون محاسبة او عقاب». وتابعت عشراوي «عندما يحرق هؤلاء محاصيل الفلسطينيين فان الجيش الاسرائيلي يقف للدفاع عنهم ضد الفلسطينيين المنكوبين جراء ارهابهم»، مشيرة الى أنه «لا يوجد عندنا برنامج عنفي. برنامج العنف هو لدى المستوطنين والحكومة الاسرائيلية التي اخذت على عاتقها تدريبهم وزيادة أسلحتهم وأعطتهم تصاريح للقتل».
وبدأت سلطات الاحتلال برنامج تدريب للمستوطنين وتسليحهم من أجل مواجهة سيناريوهات محتملة ناتجة عن إعلان دولة فلسطين، ورسمت خطوطاً حمراء، وأعطت المستوطنين صلاحية إطلاق النار على الفلسطينيين إن تخطوا هذه الخطوط. في هذه الأثناء، ينشر جيش الاحتلال تعزيزات في الضفة الغربية المحتلة تحسباً لقيام تظاهرات مؤيدة لطلب انضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة. وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تعبئة ثلاثة أفواج اضافية من الاحتياط عديدها 1500 عنصر لهذا الهدف، وتعزيز وحدات الجيش الموجودة في الخدمة. كذلك أُرسل فوج رابع من الاحتياط الى الضفة الغربية تحسباً لاستبدال فوج من القوات الموجودة في الخدمة في حال إرساله الى الحدود المصرية. وأعطى قائد المنطقة العسكرية الوسطى التي تشمل الضفة الغربية الجنرال، آفي مزراحي، تعليمات صارمة للجيش بضبط النفس وتفادي إراقة الدماء في حال حصول اضطرابات.
وجُهّزت القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية بكمية وافية من معدات مكافحة الشغب لتجنب اطلاق النار بالرصاص الحي على المتظاهرين.
من جهة ثانية، عزّز الجيش قواته في محيط المستوطنات، ولا سيما مع تصاعد اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين.
إلى ذلك، أعلن رئيس الدائرة الإعلامية في ديوان رئاسة الوزراء الاسرائيلية، يوعاز هندل، أن اجتماعاً قد يُعقد في نيويورك الأسبوع القادم بين رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال إن نتنياهو أخبر وزراءه أنه يدرك أن الأمم المتحدة ليست ساحة تتعاطف مع إسرائيل، لكنه قرر مخاطبة جمعيتها العمومية لعرض الحقيقة كما تراها إسرائيل. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية مسؤولة إن رئيس الوزراء سيدعو على الأرجح خلال خطابه المزمع رئيس السلطة الفلسطينية إلى استئناف المفاوضات المباشرة فوراً. وأضافت إن هناك اتصالات تجري حالياً في الرباعية الدولية لوضع صيغة تتيح استئناف المفاوضات المباشرة.
(أ ف ب، يو بي آي، الأخبار، رويترز)