تصاعدت حدة الانتقادات للمجلس الوطني الانتقالي، وخصوصاً رئيس المجلس التنفيذي محمود جبريل، منذرة بخلافات جديدة بين قادة ليبيا الجدد؛ إذ اتهم القيادي الإسلامي الليبي، علي الصلابي، جبريل بالسعي إلى السطو على ثورة الليبيين عبر إنشائه كتائب أمنية خاصة به، ودعا إلى اختيار شخصية أخرى لتولي رئاسة الوزراء تحظى بالإجماع، قبل أن يرد عليه المندوب الليبي السابق لدى الأمم المتحدة، عبد الرحمن شلقم، داعياً إلى التوقف عن التكالب على السلطة، ومحذراً من محاولة فرض أي إيديولوجيا على الليبيين.ووصف الصلابي، في حديث مع صحيفة «الخبر» الجزائرية، جبريل بأنه «الخطر المحدق بثورة الشعب الليبي»، مشدداً على أن «الدولة الليبية الجديدة يبنيها الليبيون كلهم، لا أشخاص ركبوا على أنقاض الثورة». وعزا هذا التحامل على جبريل، إلى استخدام الأخير مجموعة من الشخصيات الليبية، وبينهم سفير ليبيا الحالي في الإمارات عارف علي النايض الورفلي، للسيطرة بالقوة على الحكم في البلاد. وقال: «محمود جبريل استغل قريبه هذا، ويريد أن يجعله يده التي تنفذ له ما يريد»، مشيراً إلى قيام كتائب أمنية تابعة لجبريل «بدهم الفنادق والموانئ والفضائيات».
كذلك رأى الصلابي أن جبريل وقع في «أخطاء قاتلة» من خلال «إحاطة نفسه بأشخاص غير نزيهين»، مشيراً بالاسم إلى «وزير الصحة، ماجد بركات، ووزير الإعلام محمود شمام ووزير النفط علي الترهوني». وقال «إن شمام شخص أُحادي إقصائي واستبدادي، فهو لم يقم بدوره الحقيقي في بيان حقائق الثوار، بل وجّه المؤسسة الإعلامية التابعة للمجلس التنفيذي، ويعمل على تهميش الأبطال الحقيقيين». أما بشأن وزير النفط علي الترهوني، فقال «إن جبريل تجاهل خيرة أبناء ليبيا في مجال النفط، وجلب معه علي الترهوني رجل النظام السابق، والقادم من أميركا». كذلك اتهم بركات بأنه «رجل ترك مهمة التكفل بالجرحى الليبيين، للتجار والمتطوعين، وتفرغ للحديث في الإعلام ضد الإسلاميين». غير أن الصلابي أعلن ثقته ودعمه لرئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل.
وفي أول رد فعل على اتهامات الصلابي، حذر شلقم «من بدأ يتصارع على السلطة والمناصب، والشعب الليبي لا يزال يموت ويقتل على يد عصابات القذافي»، مشدداً على أن «الشعب وحده من سيختار من يقوده ويحكمه». وأضاف، في حديث مع صحيفة «الشروق اليومي» الجزائرية: «أقول لمن ينوي فقط فرض نظام معين على الشعب الليبي بقوة السلاح إن ثلاثة أشياء لن تعود أبداً، الاستعمار والعبودية والطغاة، نحن نريد أحزاباً سياسية تقدم برامج واستراتيجيات عمل».
ورأى شلقم أن «من يهزم الدبابات والتطرف والتسلط هو الشارع في طرابلس، وحده قادر على حماية الثورة، وأقول لمن يظن أنه سيفرض أي إيديولوجيا، أنتم الخاسرون، الإسلام دين الدولة والشعب في ليبيا لا علاقة له بالسلاح، ولو كان كذلك لنجحت القاعدة في استقطاب الجماهير والتأييد». وأكد أنه «إذا اختار الشعب (عبد الحكيم) بلحاج (رئيس المجلس العسكري لطرابلس) أو الصلابي فسأكون أول المهنئين»، مشدداً في الوقت نفسه على أنه «غير متخوف من سيطرة الإسلاميين على الحكم في البلاد».
(يو بي آي)