يتخبط الوضع العراقي بين التفجيرات وأعمال التخريب والاقتتال السياسي على السلطة، وبين المصالح الاقتصادية الكبرى التي يستغلها الغرب كحقل الرميلة العملاق الذي توقف جزئياً عن الإنتاج إثر اندلاع حريق هائل فيه، وبين موعد انسحاب القوات الأميركية. ووجّه الزعيم العراقي مقتدى الصدر تحذيراً إلى رئيس الوزراء نوري المالكي من تصرفاته التي وصفها بـ«الديكتاتورية وإجراءات القمع كالتي طبقها نظام الرئيس المخلوع صدام حسين». وأعرب الصدر، في بيان، عن انزعاجه من صدور أمر بالقبض على النائب المستقل صباح الساعدي، موضحاً أنه «تبين لنا بعد عدة قضايا منها اقالة رئيس هيئة النزاهة وتصفية بعض الاعلاميين بمرأى من الحكومة، ان هذا ليس سوى بناء لديكتاتورية جديدة».
وذكّر المالكي بأن العراق لا يريد «صِداماً ولا صَداماً».
من جهته، أكّد نائب الرئيس خضير الخزاعي، أن «القوات الأميركية ستنسحب من الأراضي العراقية في الموعد المحدد بالاتفاقية الأمنية نهاية العام الحالي». كلام الخزاعي جاء في بيان إثر استقباله السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري، ودعا الحكومة الأميركية إلى التركيز في المستقبل على التعاون والشراكة مع العراق في مجال الاستثمار والإعمار والمساهمة في بناء العراق الجديد. وشرح السفير الأميركي أن «هدف التطورات التي تمر بها الدول العربية اليوم هو الوصول إلى ما وصل إليه العراق اليوم».
أمنياً، أصيب 3 مدنيين عراقيين بجروح، أحدهم جروحه بالغة في حادثي عنف منفصلين بمحافظة ديالى شمالي شرقي بغداد، حيث ذكر مصدر أمني أن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية فتحوا النار من أسلحة رشاشة على شخص مدني لدى خروجه من منزله في منطقة بلور، ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة». والمدنيان الآخران أُصيبا في المحافظة نفسها، إثر انفجار عبوة ناسفة قرب حقل للدواجن في قرية الهويرة. وقتل ثلاثة من عناصر الجيش وأُصيب اثنان آخران بجروح بانفجار عبوة ناسفة بدوريتهم على الطريق العام المؤدي إلى ناحية جلولاء شمال بعقوبة.
من جهة أخرى، اندلع حريق هائل في محطة كبس غاز داخل حقل الرميلة الجنوبي العملاق، ما أدّى إلى وقف ضخ النفط جزئياً. وعلى الفور، أعلن المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أنه تمّت السيطرة على الحريق وبدأت عمليات الإصلاح. وذكر مصدر في شركة نفط الجنوب العراقية أن «19 شخصاً جرحوا، بينهم 7 بحالة الخطر» و«فريق صيانة كان يعمل بالموقع لغرض استبدال صمامات، وأثناء العمل وقع الانفجار»، بينما أشار جهاد إلى 15 جريحاً.
يذكر أن هذا الحقل الذي تستثمره شركة «بريتش بتروليوم » البريطانية، ينتج في الأوقات الطبيعية بين 1,2 و1,3 مليون برميل يومياً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)