بدت القيادة السياسية الإسرائيلية مرتاحة إلى الطرح الذي قدمته اللجنة الرباعية بشأن استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لعدم احتوائه على شروط محددة تعوق التمدد الاستيطاني، لكنها في الوقت نفسه بدت أقل تفاؤلاً حيال نجاح الطرح من خلال التكهّن بأن الفلسطينيين سيعرقلون إنجاحه، والتحدث عن شروط خاصة بها يجب أخذها في الاعتبار، وفي مقدمتها «مسائل أمن إسرائيل».وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، أنه يؤيّد تبنّي خطة اللجنة الرباعية التي اقترحت على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يلتقيا مرة أولى في غضون شهر لوضع «جدول زمني ونهج تفاوضي»، على أن يُلتزم خلال هذا الاجتماع «التحضيري» بالتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول نهاية 2012 «على أبعد تقدير».
أما أسباب الموافقة على الخطة فربطها ليبرمان، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة في نيويورك، بتضمنّها نقطة إيجابية جداً هي بدء مفاوضات بدون شروط مسبقة، فضلاً عن أن إسرائيل مدينة للولايات المتحدة. وأوضح أن «الأميركيين بذلوا جهوداً جبارة في اللجنة الرباعية للتوصل إلى هذا الاقتراح، ودعمونا خلال الأزمة المتعلقة بسفارتنا في القاهرة وفي خطاب الرئيس باراك أوباما» في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعرب ليبرمان عن أمله بأن «يتحمّل الفلسطينيون مسؤولياتهم هذه المرة بدلاً من التهرّب منها»، متّهماً الرئيس الفلسطيني بالبحث «عن ذرائع باستمرار ليمتنع عن التفاوض». وأضاف «عباس وجد حجّة جديدة بطلبه تعديل اتفاقات باريس بشأن العلاقات الاقتصادية بيننا وبين الفلسطينيين، لكن من غير الوارد بالنسبة إلينا تغيير فاصلة واحدة في الاتفاق». كذلك جدد ليبرمان التأكيد أن طلب انضمام دولة فلسطينية إلى الأمم المتحدة «الأحادي الجانب سيؤدي بدون شك إلى ردّ فعل إسرائيلي»، وستكون له «عواقب وخيمة» على الفلسطينيين.
وجاءت تعليقات ليبرمان على خطة اللجنة الرباعية بعد يوم واحد من تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده المبدئي للموافقة بشروط على خطة اللجنة الرباعية، مشيراً إلى أن إسرائيل ستعلن موقفها الرسمي في الأيام المقبلة. وقال نتنياهو من الولايات المتحدة، في مقابلة مع القناة العاشرة الخاصة في التلفزيون الإسرائيلي، «إذا دعت اللجنة الرباعية إلى استئناف المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة، أعتقد أنه سيكون أمراً مهماً».
ورداً على سؤال بشأن فرص التوصل إلى اتفاق من الآن حتى نهاية العام المقبل، بقي نتنياهو حذراً في إجاباته، مكتفياً بالقول «إذا كانت هناك إرادة لإبرام (اتفاق)، فهذا سينجح، لأنه أمر واعد، وإذا لم تكن هذه الإرادة موجودة، فذلك لن ينجح». وأضاف «آمل أن يتفهّم الفلسطينيون في نهاية المطاف أنه لا يمكن تجاوز المفاوضات، وأنه لا يمكنهم الحصول على دولة ومواصلة النزاع» مع إسرائيل. ولفت إلى أن مسائل أمن إسرائيل بالنسبة إليه يجب أن تناقش في الدرجة الأولى، و«بطريقة ملموسة». وقال «لن نرتكب الخطأ الذي ارتكبناه في غزة التي أصبحت قاعدة إيرانية»، مشيراً إلى سيطرة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على القطاع.
من جهته، رأى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، أن الجدول الزمني للمفاوضات الذي قدمته اللجنة الرباعية «ليس مقدساً»، موضحاً أن «المهم في موقف الرباعية هو أنه لا يطرح شروطاً لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالاستيطان والحدود». واستناداً إلى أيالون، فإن الأمر يتوقف على قبول الفلسطينيين «استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة ومن دون تهديدات بتحركات أحادية».
وحده وزير البيئة جلعاد اردان، العضو في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، كان جازماً بتشاؤمه من إمكان استئناف المفاوضات، مؤكداً أن «من المستحيل أن يوافق رئيس الوزراء على المفاوضات مع الفلسطينيين بدولة فلسطينية على حدود 1967 وبتجميد للاستيطان».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)