أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أول من أمس، أن تشكيلة الحكومة المؤقتة ستعلن «الأسبوع المقبل»، أي بدءاً من هذا اليوم الاثنين، في وقت حققت فيه قوات المجلس تقدماً في سرت بهجوم «مفاجئ» على أحد آخر معاقل الزعيم الفار شرقي العاصمة طرابلس. وقال مصطفى عبد الجليل، في مؤتمر صحافي، عقده في بنغازي (شرق) إن «تأليف الحكومة الانتقالية الأسبوع المقبل»، مُقرّاً باختلافات في وجهات النظر بين أعضاء المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي. وأكد رئيس المجلس قائلاً: «نعم، هناك اختلاف في وجهات النظر. أولاً، هناك عدة حقائب يرى المجلس أنه لا لزوم لها حالياً؛ فنحن ما زلنا في مرحلة تحرير»، في إشارة إلى اقتراح حكومة مؤقتة تضم أكثر من 30 وزيراً كان قد طرح سابقاً.
وأضاف: «والأمر الثاني الذي عطل الحكومة هو عقلية الليبيين التي تربّوا عليها خلال أكثر من 40 عاماً (من حكم القذافي)؛ فالكل يريد نصيبه من الحكومة، جهات مكانية وقبائل، إضافة إلى أن هناك مدناً ترى أنها من خلال نضالها الذي نقدّره، لها أفضلية». بيد أنه شدد على أن المجلس خلص إلى أن «النضال ليس معياراً في إسناد الحقائب، هذه مرحلة أزمة ويجب أن يتولاها الأكفاء». وأضاف: «ليبيا لم تتحرر بعد، ويجب أن يعي الليبيون أن كل إمكاناتنا يجب أن تتجه لتحرير ليبيا. معمر القذافي لا يزال يحتفظ بكل إمكاناته التي قد تؤهله لإقلاق راحة ليبيا والعالم». وأشار إلى الوضع على جبهتي سرت وبني وليد، مؤكداً أن مهلة التسليم بلا قتال انتهت، وأن «الثوار هم من يدير المعركة، وهم الذين يقدرون التفاوض أو الحرب».
من جهة أخرى، أكد عبد الجليل العثور على «أسلحة مُحرّمة دولياً» في ودان (300 كيلومتر جنوبي سرت) وسبها (جنوب)»، مشيراً إلى أنها «تحت السيطرة». وقال: «سنستعين بالفنيين المحليين وبالمجتمع الدولي للتخلص من هذه الأسلحة بطريقة سليمة».
ميدانياً، بعد أربعة أيام من هدوء نسبي، شنت قوات المجلس الانتقالي هجوماً جديداً على سرت. وقال أحد قادة العمليات على الجبهة محمد العيساوي ان «أمر (الهجوم على سرت) جاء مفاجئاً بعد اجتماع كل القادة مساء أمس (الجمعة)». وقال المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي الحاكم أحمد باني في مؤتمر صحافي في طرابلس إن الثوار صدّوا هجوماً قامت به مجموعات على صلة بخميس ابن القذافي في غدامس (600 كيلومتر جنوبي غربي طرابلس) على الحدود مع الجزائر.
وتحدث نائب رئيس المجلس المحلي لغدامس، مهندس سراج الدين، عن مقتل خمسة على الأقل من الثوار وإصابة أكثر من ثلاثين بجروح في هذه الاشتباكات.
إلى ذلك، قال المجلس الانتقالي إنه عثر على مقبرة جماعية في العاصمة طرابلس تضم رفات أكثر من 1270 شخصاً قتلتهم قوات الزعيم الليبي المخلوع في مذبحة عام 1996 في سجن أبو سليم بالعاصمة. وقال الطبيب عثمان عبد الجليل المسؤول الطبي إن المجلس يتعامل مع أكثر من 1270 «شهيدا»، ويسعى إلى التعرف بهوية كل منهم من طريق الحمض النووي.
من ناحية أخرى، رأى وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن تصريحات عائشة ابنة العقيد القذافي، التي انتقدت الجمعة الماضي بشدة السلطات الليبية الجديدة، هي أمر «غير مقبول».
وقال مدلسي لوكالة الأنباء الجزائرية إنه فوجئ بأنها صادرة عن سيدة استقبلتها الجزائر مع سائر أفراد عائلتها لأسباب إنسانية.
وأكد أن هذا الظهور الإعلامي لعائشة القذافي «غير مقبول بالنسبة إلينا»، لافتاً إلى أن تدابير ستتخذ مستقبلاً لتفادي سلوك مماثل.
وكانت ابنة القذافي الوحيدة قد قالت في رسالة صوتية إن والدها «بخير» و«يقاتل»، حاملة على السلطات الليبية الجديدة التي اتهمتها بـ«الخيانة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)