في مثل هذه الأيام من كل عام، تستنفر المخيمات الفلسطينية استعداداً لفصل الشتاء. يقوم الفلسطينيون بإجراءات احترازية لمنع دخول مياه الصرف الصحي منازلهم. هذا بالنسبة إلى البيوت «الطبيعية»، لكن ماذا عن تلك المهددة بالسقوط او التي تحتاج إلى ترميم ويبلغ عددها 4250 منزلاً؟ بكلام آخر، ما هو مصير 4250 عائلة مهددة بأن تدفن تحت سقف منازلها في «ليلة ما فيها ضو قمر». هؤلاء ينتظرون في مثل هذه الفترة المساعدات التي قد تقدمها لهم الدول المانحة عبر «الأونروا». فالوكالة الدولية التي تعاني نقصاً في التمويل لا تملك امكانية ترميم تلك البيوت، فتنتظر المساعدات التي قد تقدم إليها. في الأسبوع الماضي، هبّ الاتحاد الاوروبي لنجدة «الأونروا» بـ12 مليون يورو. المبلغ لن يذهب بكامله لإعادة ترميم المنازل الآيلة للسقوط. فنصف هذا المبلغ يخصص لدفع بدلات إيجار لسكان مخيم نهر البارد، والستة ملايين الباقية للترميم، لكن هل تكفي هذه الهبة المالية لكل المنازل؟ ومن سيلزّم إعادة الترميم، وخصوصاً أنّ بعض البيوت التي أعيد ترميمها في السابق سقطت أجزاء من اسقفها فوق رؤوس قاطنيها بسبب «تشبيح» بعض المقاولين. يقول مصدر مطلع على سير هذه العمليات في «الأونروا» إنّ الهبة الأوروبية تكفي «لـ750 منزلاً فقط، من أصل 4250 منزلاً تحتاج إلى اعادة ترميم». يضيف الرجل «في مخيم برج البراجنة وحده هناك 800 وحدة سكنية بحاجة لاعادة ترميم». هذه الهبة لن تنحصر في مخيم واحد فقط بل ستوزع على كل المخيمات الفلسطينية في لبنان. وفي الفترة المقبلة، تؤلف «الاونروا» لجاناً مشتركة مع اللجان الشعبية في المخيمات من أجل تقويم المنازل التي تحتاج اكثر من غيرها إلى إعادة تأهيل.
هذه المرة لن تعطى اموال المساعدات ولن تسلم عملية اعادة ترميم تلك البيوت الى مقاولين بل «ستعطى الاموال لاصحاب المنازل ليعيدوا ترميمها بأنفسهم»، يقول المصدر. وهذه الاموال «لن تعطى دفعة واحدة لصاحب المنزل بل ستقسم على مراحل، وذلك للتأكد من عملية اعادة الترميم التي يقوم بها». اما عن كيفية اختيار هذه البيوت، فيقول الرجل إن «الوكالة ستختار أسوأ المنازل حالاً لتحسينها، وستكون هناك شروط يجب ان تستوفيها هذه المنازل». يشار الى ان الاموال ستقسم بحسب حاجة كل منزل، وبالطبع كما يقول المصدر «لن يتساوى من منزله بحاجة لمبلغ كبير من المال لاعادة ترميمه مع من يريد تحسين منزله فقط». اما ابرز المخاوف التي يبديها اللاجئون انفسهم، فهي الاستنسابية في اختيار المنازل و«الواسطات» التي قد يقوم بها البعض من أجل الحصول على الاموال. اما بالنسبة إلى الاونروا، فيقول المدير العام لوكالة سلفاتوري لومباردو رداً على اسئلة «الأخبار» ان «الاونروا والاتحاد الاوروبي كانا قد وقعا في 29 ايلول على هبة قدرها 12 مليون يورو سيذهب 6.3 مليون يورو منها بدل ايجارات للعائلات النازحة من مخيم نهر البارد، اما المال الباقي فسيستعمل لاعادة تأهيل 700 منزل في 10 مخيمات». يضيف لومباردو «ان الهبة المالية ستستخدم في اعادة تأهيل وبناء نحو 700 وحدة سكنية اعتماداً على المساعدة الذاتية، والاونروا لا تشتري منازل جديدة للاجئين». اما عن عدد الوحدات السكنية التي تحتاج إلى اعادة تأهيل وترميم، فيقول لومباردو «يبلغ عددها 4.500 وحدة في كل المخيمات الفلسطينية في لبنان والاونروا تسعى لكي تجمع التبرعات لتحسين اوضاع تلك المنازل».