حذر معلقون إسرائيليون من تجاوز التصعيد الذي ينتهجه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ضد تل أبيب للخطوط الحمر وانزلاقه نحو استفزازات ميدانية لا تحمد عقباها. وتحت عنوان «الأتراك يلعبون بالنار»، كتب أليكس فيشمان، محلل الشؤون الأمنية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن أردوغان يجتاز الخط الرفيع بين التصعيد الكلامي والدبلوماسي والسعي إلى مواجهة عسكرية، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء التركي «بدأ يعمل بدوافع غريزية»، بعدما كان «الجميع يعزو سلوكه السياسي المعادي لإسرائيل إلى دوافع منهجية ومخطط لها جيداً مع أهداف واضحة».واستشهد فيشمان بخبر «الاستفزاز العسكري الإسرائيلي» الذي نشره الأتراك قبل أيام، وجاء فيه أن مقاتلات حربية إسرائيلية حامت فوق قوة مهمة بحرية تركية كانت متوجهة لحماية المنطقة التي تخطط تركيا للتنقيب عن الغاز فيها قرب قبرص. وأشار إلى أنه رغم نفي الجيش الإسرئيلي للخبر، فإن ذلك لا يغير في الأمر شيئاً، «فالأتراك أرادوا بث رسالة هي: نحن والإسرائيليون في احتكاك فيزيائي». ولفت الكاتب، في المقابل، إلى أن الأجهزة المختصة في إسرائيل بدأت بمتابعة حثيثة لتحركات الأسطول التركي في البحر المتوسط، كاشفاً أن سفينة حربية تركية متوسطة الحجم تجولت قبل بضعة أسابيع في الحوض الشرقي للمتوسط من الشمال باتجاه الجنوب في المسار نفسه الذي سلكته سفينة «مرمرة» واقتربت على نحو خارج عن المألوف من السواحل الإسرائيلية. ورغم أن السفينة التركية لم تدخل المياه الإقليمية الإسرائيلية، إلا أنها كانت في المدى الذي درجت فيه السفن العسكرية على إطلاع الدول الصديقة بوجودها تفادياً لسوء الفهم. وبحسب فيشمان، فإن هذا الحدث أشعل الضوء الأحمر في إسرائيل وأثار تساؤلات عن احتمال أن يكون هدف أردوغان من وراء ذلك فحص يقظة وسلوك إسرائيل. وكشف الكاتب أن مسؤولين في «الأطلسي» طلبوا من نظرائهم الأتراك في الحلف التوقف عن هذه الممارسات، فكان رد الأخيرين أنه لو كان الأمر منوطاً بهم فلن تحصل مواجهة عسكرية، إلا أن قادة الجيش التركي يخافون من أردوغان، كما دخل الأميركيون أيضاً على الخط وحذروا الأتراك من أنهم «إذا واصلوا هذه الألعاب فإن إحدى سفنهم ستغرق في نهاية المطاف، ولكن أردوغان، الذي يعيش حالة الاعتداد بالنفس، يقود نحو تصعيد عسكري».