أكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، المشير حسين طنطاوي، أمس، أنه لم يُطلب منه إطلاق النار على المتظاهرين خلال ثورة 25 كانون الثاني. وشدد، في كلمة للشعب المصري عقب افتتاحه المرحلة الثانية من مجمع إنتاج الكيماويات في محافظة الفيوم أمس، على أن شهادته في قضية قتل المتظاهرين «هي شهادة حق من رجل صادق مقاتل لأكثر من 40 عاماً من أجل الله ومصر، ولن نسمح بأن يحدث لمصر شيء»، مضيفاً إن «مصر لم ولن تسقط وسنعبر بها إلى مرحلة الاستقرار بإذن الله». وأشار طنطاوي إلى أن الدستور المصري ينص على قيام القوات المسلّحة بالدفاع عن أرض الوطن في الخارج، وعلى تسخير إمكاناتها في الداخل وقت السلم، واستطرد قائلاً «إننا نُسخِّر الآن كل الإمكانات من أجل التنمية داخل مصر، ولا ننتظر شكراً على ذلك، فهو واجب».
في سياق آخر، بحثت الأحزاب السياسية المصرية أمس التنازلات التي قدمها المجلس الأعلى للقوات المسلحة استجابة لطلب الأحزاب إدخال تعديلات على قواعد الانتخابات، بحيث تحول دون انتخاب حلفاء سابقين للرئيس المصري حسني مبارك لعضوية البرلمان.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أكد أنه سيعدل قانوناً يمنع الأحزاب من خوض مرشحيها الانتخابات على مقاعد المستقلين، وسيحدد جدولاً زمنياً أوضح للانتقال الى الحكم المدني. وأضاف إنه سيبحث إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين قبل يوم واحد من انقضاء مهلة حددتها الأحزاب.
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مقابلة مع قناة «الحياة» المصرية، أن مصر تمر بمرحلة انتقالية مهمة وصعبة في تاريخها العظيم. وقالت إن «الولايات المتحدة على استعداد للتعامل مع حكومة مصرية فيها أعضاء من الإخوان المسلمين أو أية حركات إسلامية أخرى يلتزم أعضاؤها بعدم اللجوء للعنف وملتزمون بحقوق الإنسان، والديمقراطية»، وهي المبادئ التي أظن «أنكم طالبتم بها في ميدان التحرير».
وتوقَّعت كلينتون أن يفي المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعهوده التي قطعها على نفسه تجاه الشعب المصري، لافتة إلى أن المجلس يتولى مسؤولية خلال الفترة الانتقالية لم يتوقع تحملها.
وعن دور حركات الإسلام السياسي بعد الثورة المصرية والدور الإقليمي لمصر، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية عن قناعتها بأن مصر هي قائدة العالم العربي، ومن الممكن أن تكون قائدة على المستوي الدولي، وهو ما يمكن أن يتحقق بالإصلاح الاقتصادي والسياسي «الذي سيجعلها إحدى أهم القوى الاقتصادية العشرين في العالم، بل حتى ضمن العشر الأوَل».
من جهة أخرى، كشف دبلوماسي أميركي كبير لـ «رويترز» أن مسؤولين من الولايات المتحدة التقوا أعضاءً في حزب الحرية والعدالة المصري المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، من دون الكشف متى حصلت تلك اللقاءات.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن السلطات المصرية سوف تفرج عن، ايلان غرافل، المتهم بالتجسس لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي، بعد ضغوط مارستها الولايات المتحدة على القاهرة. ولفتت الصحيفة الى ان إطلاق سراح غرافل، قد يجري قبل زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، التي كانت مقررة في الرابع من الشهر الجاري.
(الأخبار، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)