أصبحت قطر التي شاركت في عملية «الحامي الموحّد» ودخلت بقوة على خط مساعدة القوات الليبية المناهضة للزعيم المخلوع معمر القذافي، محط اتّهام لدى دبلوماسيين غربيين ومسؤولين ليبيّين، اتهموها بالتدخل في الشؤون الليبية، وتجاوز الاتفاقات الدولية لتحقيق برامجها الخاصة.
هذا ما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، في تقرير عن التدخل القطري في ليبيا ودعمها لتيارات على حساب تيارات أخرى. فقد تحدثت الصحيفة عن «قلق متزايد بين الليبيين في المجلس الوطني الانتقالي والمسؤولين الغربيين بأن لدى قطر، التي قدمت أسلحة للثوار الليبيين، برنامجاً خاصاً على حساب جهود أوسع لتحقيق الاستقرار السياسي في البلاد».
وقالت الصحيفة إن القلق تزايد خلال الشهر الماضي من أن قطر تتجاوز استراتيجية المساعدة المتفق عليها دولياً لليبيا بدعمها للأفراد والفصائل المساهمين في عدم الاستقرار السياسي المتواصل في البلاد. ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسي «رفيع المستوى» القول «هناك سؤال الآن عما يفعله اللاعبون الأجانب مثل قطر في ليبيا، وما إذا كان مفيداً ويحترم السيادة الليبية، لكن هناك شعوراً أيضاً بأنها تضرب عرض الحائط بقضية السيادة في البلاد».
ونقلت عن مصدر دبلوماسي آخر «أن جميع القوى الخارجية التي لها مصالح في ليبيا، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لها برامجها الخاصة، ومع ذلك هناك شعور بأن دولة قطر توفّر الأموال والدعم لبعض الأفراد». وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ادعاءات أيضاً بأن قطر اختارت دعم بعض الشخصيات الرئيسية المفضّلة لديها بالموارد المالية وغيرها، وعلى رأسها رئيس المجلس العسكري لمدينة طرابلس عبد العزيز بلحاج، بدلاً من دعم المجلس الوطني الانتقالي.
وبحسب تحليل لسياسة الإمارة الخليجية خلال السنوات الأخيرة، لفتت الصحيفة ألى أن قطر لطالما كانت حذرة حيث كانت سياستها الخارجية تتفعّل باتجاه التفاوض والوساطة. لكن منذ الربيع العربي، قامت بدور عدائيّ في المنطقة، ولا سيما في ليبيا. وأشارت الصحيفة الى تقارير إعلامية عن مساعدة قامت بها القوة الخاصة القطرية لتدريب ثوار جبل نفوسة، عبر تسفير وحدات منهم الى قطر للتدريب.
وقالت إن قطر اختارت الشهر الماضي أن تلقي بثقلها وراء مجموعة من الأفراد، بمن فيهم رجل الدين الليبي المقيم في الدوحة، الشيخ علي صلابي، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع بلحاج. فالتوترات متنامية بين الصلابي ورئيس المجلس التنفيذي محمود جبريل، حيث وصف الصلابي جبريل بأنه «طاغية في طور الإعداد». وتؤكد «الغارديان» في نهاية تقريرها أن الخوف الأخير بما يتعلق بالاستقرار السياسي في ليبيا يأتي من خلال القتال العنيف المتواصل حول البلدة الساحلية سرت، أحد أهم معاقل المقاتلين المؤيدين للقذافي.
(الأخبار)