دعا إمام بلدة العوامية، نمر النمر، إلى عدم استخدام السلاح بل «زئير الكلمة» في وجه السلطات، وذلك على خلفية الأحداث التي حصلت في البلدة الاثنين الماضي. وشدد النمر، خلال خطبة ألقاها في مسجد الحسين في البلدة مساء الثلاثاء ونشرتها مواقع إلكترونية أمس، على أن «سلاح الكلمة أقوى من الرصاص»، لأن السلطات ستربح في معركة السلاح. وأضاف أن الخيار الآخر هو أن «السلطة تواجهنا بزئير الكلمة، وهي أضعف منا في ذلك، ولا يمكن أن تتحمّل زئير كلمتنا. ولو واجهتنا بزئير الكلمة، فسننتصر لأننا أقوى منها، مع فارق كبير في قدرتها وقدرتنا في زئير الكلمة». واتهم «السلطة باستفزاز الناس، لذلك نحن موقفنا ليس مع ردّ الرصاص بالرصاص، لكن ليس مع إدانة هؤلاء وفتح الباب أمام السلطة لاعتقالهم والتنكيل بهم. هذا غير مقبول أيضاً». وفي هذا السياق، دعا النمر المطالبين بحقوقهم الذين يعتمدون مبدأ التظاهر للتعبير عن حقوقهم إلى عدم إلزام الآخرين بخياراتهم، مؤكداً أن «التظاهرات ليست واجبة. فليس لك حق أساساً بإلزام غيرك، فأنت تعتدي على حق غيرك وتصادر حقه عندما تلزمه». وتابع أن «الكلام ليس فقط للتظاهرات فهي وسيلة من الوسائل (...) هذه الروح هي القوة التي نملكها وننتصر بها. لذلك هذا هو منهجنا، فمن يرد أن ينتهج منهجاً آخر فنحن لا نستطيع أن نلزمه بمنهجنا».
وأمس عُرضت لقطات لما حصل في شوارع العوامية صوّرت من مصوّر هاو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قال الناشط الشيعي السعودي المعارض علي الأحمد، المقيم في واشنطن، إن المحتجّين أحرقوا سيارات للشرطة بعد أن فتحت النار من مركز الشرطة المحاصر في المدينة مدعومة بمئات من قوات مكافحة الشغب، معلّلاً سبب الاحتجاجات بالقبض على اثنين من الزعماء.
من جهة أخرى، عبّر محللون عن اعتقادهم بأن المواجهات في بلدة العوامية الشيعية السعودية تحمل رسالة إيرانية واضحة للدول الخليجية تؤكد أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي مع «فشلها» في البحرين واحتمال «خسارتها حليفتها الاستراتيجية» سوريا. وأشار عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، لوكالة «فرانس برس»، إلى «رصد مكالمات هاتفية من إيران»، مؤكداً أن «السعودية لديها دلائل دامغة تثبت تورط طهران، لكنها دائماً تنتهج الصبر، واعتقد أنه إذا أصرّت إيران على أسلوبها العدواني، فإن المملكة ستكشف كل ما لديها، لا ما يخصّ هذه العملية فقط، بل عمليات سابقة حدثت ولم تكشف المملكة عنها رغبة منها في عدم التصعيد».
من جهته، رأى أنور عشقي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية، أن «العملية فاشلة من أساسها، لأنها شغب منظّم عبر أصوات تدل على تدخل إيران، وأنها من يقف وراء ذلك».
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)