دخلت التظاهرات اليمنية المطالبة بإسقاط الرئيس اليمني اسبوعها الخامس والثلاثين، في وقتٍ تجددت فيه الاشتباكات بين القوات الموالية لعلي عبد الله صالح ونجله أحمد وبين القوات المؤيدة للثورة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، والشيخ صادق الأحمر في كلٍ من صنعاء وتعزتظاهر عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعارضيه في 17 محافظة يمنية عقب صلاة الجمعة الرابعة والثلاثين من تظاهرات الفريقين مند اندلاع الاحتجاجات المطالبة بتنحّي الرئيس صالح عن الحكم . وتجمّع أنصار صالح في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء وساحات المدن اليمنية الأخرى في جمعة أطلق عليها «جمعة العلماء ورثة الأنبياء». وردد مؤيدو الرئيس اليمني هتافات تدعم بياناً سابقاً لرجال دين أفتوا خلاله بأن الخروج على الحاكم أمر «محرم» وطالبوا بدعم الشعب اليمني لفتوى رجال الدين من اجل حقن دماء اليمنيين والحفاظ على الملكيات العامة واحترام النظام والقانون.
في المقابل، طالب مناهضو الرئيس بإسقاط نظامه ورحيله، وأعلنوا سأمهم البالغ من مماطلته في التوقيع على المبادرة الخليجية. وأطلق معارضو صالح على تظاهرتهم «جمعة الوفاء للرئيس الراحل إبراهيم الحمدي»، تقديراً «للزعيم الأكثر حضوراً في ذاكرة اليمنيين، صاحب اول مشروع دولة مؤسسات قبل اغتياله». ويعد صالح أحد المتهمين بالتخطيط والتنفيذ. واتهم الأخ الشقيق للحمدي، في تصريحات صحافية سابقة، صالح «بأنه من قام بقتله بمسدسه الخاص في الحادي عشر من تشرين الأول 1977».
وردد المحتجون في ساحات الحرية وميادين التغيير في المحافظات اليمنية الهتافات المطالبة بتنحي صالح، وتم إجراء رمزي لتشييع المبادرة الخليجية عقب ما وصفوه بمماطلة الرئيس اليمني في التوقيع عليها لأكثر من مرة. كذلك أعلن المحتجون توحيد جهودهم في الفترة المقبلة من أجل إنهاء «الحسم الثوري» والبدء بمرحلة بناء مؤسسات الدولة. في هذه الأثناء، تجددت المعارك العنيفة أمس بين القوات الموالية لصالح والمناهضة له بقيادة اللواء على محسن الأحمر في العاصمة صنعاء، ومدينة تعز الواقعة على بعد 245 كلم إلى الجنوب مخلفة قتلى وجرحي. وتبادل الطرفان إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والثقيلة في عدد من أحياء العاصمة صنعاء بالقرب من خطوط التماس بين قوات الحرس الجمهوري التابعة لنجل الرئيس اليمني احمد علي صالح وقوات الفرقة الأولى مدرع التابعة للواء الأحمر.
ونشب قتال عنيف في حي الحصبة بين المسلحين الموالين لزعيم قبائل حاشد صادق الأحمر وقوات الرئيس صالح، بينما وقعت اشتباكات بين قوات الفرقة الأولى مدرع وقوات الأمن المركزي والحرس في شارعي الزبيري وهائل. وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن «3 قذائف هاون سقطت صباح اليوم على منطقة هائل في شارع 16 في مواجهات بين قوات صالح والأحمر وخلفت 12 جريحاً بيهم 3 في حالة الخطر».
أما في تعز، فأفادت مصادر بأن قوات الحرس الجمهوري قصفت شارع الستين في المدينة، وطاول القصف القرى المحيطة بها. وذكرت المصادر أن المسلحين المناصرين للمحتجين ردوا على القصف بمهاجمة معسكر الحرس الجمهوري بالقرب من مطار تعز، ودارت معركة عنيفة. كذلك اقتحم المسلحون 11 نقطة عسكرية وأمنية لقوات صالح في شارع الستين ومنطقة المطار واستولوا على 15 مركبة عسكرية وأسلحة وذخائر ومدفعين، كما قصفوا مقر اللواء 33 مدرع وقاعدة طارق الجوية.
(يو بي آي)