القاهرة | شنّت الكنيسة الأرثوذكسية وعدد من المفكرين الأقباط، أمس، هجوماً لاذعاً على تصريحات قادة المجلس العسكري التي اتهموا فيها بعض المتظاهرين الأقباط بالبلطجة، وبعض رجال الكنيسة بالتحريض على العنف. وخلال مؤتمر صحافي، نفى عضوا المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة، اللواء أركان حرب، عادل عمارة، واللواء أركان حرب محمود حجازي، أن تكون القوّات المسلحة قد أطلقت النار على الشعب المصري. «مؤامرات وأعداء يحاولون إجهاض الثورة»، هذا ما خلص إليه اللواء حجازي، الذي أوضح أنّ مهمة عناصر القوات المسلحة الموجودة أمام ماسبيرو كانت التأمين، وبالتالي لم يكن مصرح لها أن تحمل ذخائر، وتحلّت بأقصى درجات ضبط النفس. وأشار إلى أنّ «القوّات المسلّحة ليست طرفاً يستعدي أحداً، لكنها «مؤسسة مصرّية وطنية شريفة، ليس لها أي أهداف» وجاهزة للتضحية من أجل الوطن ومُصرّة على تحقيق أهدافها، وتعهدت بإجراء انتخابات نزيهة وصدور دستور يعكس رغبات الشعب. بعد هذه المقدمة، سرد اللواء حجازي تفاصيل ما جرى في ماسبيرو، منذ انطلاق 1600 متظاهر من الأقباط من شبرا، وقال إنه «صاحَب هذا التجمع تحريض من بعض الشخصيات العامة ورجال الدين المسيحيين، على خلفية أحداث كنيسة أدفو، ومن ضمن التهديدات دعوة صريحة إلى التجمع أمام ماسبيرو والدخول إليه»، وهو ما اعتبره حجازي «نوعاً من العنف والعنف المضاد». وزعم أن «بعض المتظاهرين كانوا يحملون أشياء غريبة جداً، منها السنج والسيوف وأعواد خشبية».
ولم يؤكّد حجازي أو ينف ما إذا كان قد أُصيب أحد جرّاء عملية الدهس بمدرعات الجيش، لكنه أشار إلى تعرض السيارات المدرعة لعمليات اقتحام واعتداء على الجنود بداخلها، عبر رمي أحجار ضخمة، ومطاردة الجنود وضربهم بالعصي والآلات الحادة. كما أضاف إنّه لا يجزم ولا ينفي أن يكون طرف ثالث قد اندسّ وأطلق النيران على الجنود والمتظاهرين، وقال إنّ الأمر متروك للتحقيقات.
حالة من الغضب انتابت كل من شاهد المؤتمر. ورأى كثيرون أن العسكر تحدثوا بأسلوب استفز في المقام الأول الأقباط، ثم جموع من شاهدوا المذبحة عبر الفضائيات. وقال وكيل البطريركية، القمص سرجيوس سرجيوس، إن «الكنيسة لا يمكنها أن تقف أمام المجلس العسكري، والله أعلم بكل شيء، ما عرضه المجلس وما لم يعرضه»، مضيفاً «لا يقف أمام المجلس العسكري إلا الله». وتساءل أسقف حلوان والمعصرة، الأنبا بسنتي، «هم المتظاهرون قتلوا أنفسهم؟ حتى يخرج المجلس العسكري ويقول هذا الكلام في مؤتمر صحافي». ورأى كاهن كنيسة العذراء بفيصل، القس فلوباتير جميل، أنه لا يليق أبداً بالقوات المسلحة أن تبدل في الحقائق. وكي تكتمل فصول مسرحية الاستفزاز، استبق عضو المجلس، اللواء اسماعيل عثمان، المؤتمر بحديث دافع فيه عن تغطية التلفزيون المصري للأحداث، وهو ما أدى إلى اشتباك كلامي بين مندوبي المحطات، بعدما اعترض ممثلو بعض القنوات على قوله إن التلفزيون المصري لم يخف الحقيقة، وإن كاميراته نقلت الأحداث من دون تلاعب. وانتقد عثمان لجوء بعض وسائل الإعلام إلى اقتطاع الأحداث وفقاً لآرائها، وناشد الإعلام تحري الدقه ونقل الحقيقة كاملة، فردّ بعض الصحافيين عليه بمطالبته بالشفافيه.