عمان | من المتوقع أن يقدم رئيس الوزراء الأردني المكلّف عون الخصاونة، تشكيلة حكومته ويؤدي القسم أمام الملك عبد الله الثاني خلال الأيام المقبلة، فيما رجح الرئيس المكلف أن تضم الحكومة الجديدة شباباً وكهولاً.إشارات كثيرة أطلقها الخصاونة حول مشاركة إسلاميين وشخصيات من أطياف سياسية متعددة بهدف خلق حالة سياسية يسعى من خلالها الى إزالة الاحتقان الموجود بين الحكم والشعب. كذلك يسعى الرئيس الجديد، الذي ضحى بمنصبه القضائي الدولي، الى إعادة الثقة من جديد بين الشعب والحكم من جهة وبين الحكومة بوصفها صاحبة الولاية العامة والشعب من جديد. رسائل عديدة حملتها تصريحاته الأخيرة بخصوص مرحلة جديدة مبنية على النزاهة والعدل والإنصاف، موضحاً أن مكافحة الفساد من أولوياته على أساس القانون والقضاء العادل.
التغيّرات التي يصفها غير مراقب، في ما يتعلق بشخصية الخصاونة كرئيس حكومة، ستحمل المفاجأت، ولا سيما بعدما أعلن الرئيس المكلّف أن الولاية العامة عائدة للحكومة وأن هناك ضمانات كثيرة حصل عليها من القصر بهذا الشأن.
الملفّات التي ستفتح عديدة وشائكة، وهي ذات طابع حساس، سببت نفوراً من الحراك والمعارضة ومنها ملف التعديلات الدستورية التي تعدّ من أبرز المهام التي وعد بفتحها من جديد ومناقشتها، والتي كانت أحد اسباب الحراك في الشارع الأردني.
اختيار رئيس وزراء بحجم الخصاونة في الأردن، البلد الذي يعاني من أوضاع اقتصادية وسياسية متغيرة، سيرسي منهجاً جديداً في تشكيل الحكومات في الأردن.
كتاب التكليف الملكي بتشكيل الخصاونة لحكومته حمل دلالات عديدة منها موضوع الانتخابات البلدية التي أثارت العديد من المشكلات والاحتجاجات، حيث أشار الكتاب الموجه الى الخصاونة الى إمكانية تأجيل هذه الانتخابات التي كانت مقررة في كانون الأول المقبل.
أمّا «الكتاب السامي» فقد حدد أولويات الحكومة بالنص التالي: «إن مهمة هذه الحكومة بالدرجة الأولى هي الإصلاح السياسي، وإعداد ما يلزم من التشريعات والقوانين وفق القنوات الدستورية وإجراء الانتخابات البلدية، وبناء مؤسسات الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات والمحكمة الدستورية».
من جهته، التقى الخصاونة أعضاء مجلس النواب الذين طالبوه بالابتعاد عن التوريث والمحسوبية في تشكيل حكومته الجديدة. وشددوا على ضرورة أخذ الكفاءة في الحسبان لدى اختيار الطاقم الوزاري بعيداً عن الوساطة التي تسيء للشارع الأردني. الحديث بين النواب والرئيس الجديد أيضاً دار حول امكانية تأجيل الانتخابات البلدية. وقال رئيس الوزراء بعد لقائه بالنواب إن حكومته ستعمل على بناء علاقات تشاركية مع السلطة التشريعية.