شهدت ساحة سعد الله الجابري في حلب أمس مسيرة حاشدة شارك فيها مئات آلاف السوريين المؤيدين للنظام، مجددين تأكيد دعم استقلالية القرار الوطني ورفض التدخل الخارجي، وذلك بعد أسبوع على مسيرة مماثلة في ساحة السبع بحرات في دمشق. ورفع المشاركون أعلاماً سورية وصوراً للرئيس السوري بشار الأسد ولافتات وشعارات تدعم مسيرة الإصلاح وتشكر الصين وروسيا على موقفهما في مجلس الأمن. وأشار رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي، لموقع «شام برس»، إلى أن المسيرة «أتت تعبيراً عن استنكارنا ورفضنا الشديدين لمحاولات التدخل الأجنبي من دول الاستعمار القديمة والجديدة والدول العميلة لها».
في موازاة ذلك، أشار وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى وجود مطالب محقّة للمواطنين، وتعمل القيادة السورية على تلبيتها من خلال البرنامج الشامل للإصلاح»، لافتاً إلى أنه «يجري الإعداد حالياً لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ستدعى إليه كل مكوّنات الشعب السوري والمعارضة الوطنية لرسم مستقبل سوريا».
كذلك أكد المعلم، خلال لقائه أمس وفداً إعلامياً وأكاديمياً هندياً، وجود حملة إعلامية مغرضة تتعرض لها سوريا. وتطرق إلى العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية المفروضة على سوريا، معتبراً أنها «تكشف زيف ادّعاءات الغرب في دفاعه عن حقوق الإنسان»، ولافتاً إلى «تصميم سوريا على التوجه شرقاً وتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الدول الصديقة في آسيا وأميركا الجنوبية وأفريقيا».
ورداً على سؤال عن العلاقات السورية مع دول المنطقة، أكد المعلم أن سوريا تتطلع إلى أفضل العلاقات مع الدول العربية، وأن ما تتعرض له حالياً هو نتيجة مواقفها الداعمة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، معرباً عن ثقته بأن دول المنطقة ستدرك عاجلاً أو آجلاً أن محاولة زعزعة استقرار سوريا لن تكون في مصلحة منطقتنا.
على المقلب الآخر، اعترف المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أمس رسمياً بالمجلس الوطني السوري المعارض كسلطة شرعية في سوريا. وأتى الاعتراف بعد يوم واحد من استقبال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في طرابلس وفداً من المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون.
وذكرت مصادر حضرت اللقاء أن غليون أكد أهمية هذا الاعتراف. وقال «نحن أجزاء من ثورة واحدة هي ثورة الحرية العربية، ومن الطبيعي أن نتعاون، من الطبيعي أن نتفاهم، من الطبيعي أن نلتقي، ومن الطبيعي أن يدعم بعضنا بعضاً». أما عبد الجليل فتعهّد بتسخير «كل الإمكانيات السياسية والاقتصادية، وربما حتى العسكرية، لدعم المجلس الوطني والثورة السورية»، ما اضطر غليون إلى التعقيب بالقول: «نحن لدينا ثورة سلمية، ونعتقد أن قوة حركتنا في سلميتها. لسنا اليوم بحاجة إلى السلاح، ونأمل ألّا نكون بحاجة إلى استخدام السلاح».
ورجّحت مصادر بقاء عدد من مسؤولي المجلس الوطني السوري في ليبيا من أجل متابعة التنسيق بين الجانبين وترتيب تسليم السفارة السورية في طرابلس للمجلس الوطني السوري.
وفي سياق آخر، هدّد أحد أعضاء المجلس الوطني السوري، نجيب الغضبان، من ليبيا، بطلب تدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين من القمع «غير المسؤول» الذي يمارسه النظام السوري. وقال الغضبان، وهو قيادي في «الإخوان المسلمين»، إنه «إذا ظل النظام غير مسؤول، وقد لاحظنا أنه خلال الساعات الـ 48 الأخيرة رد على المبادرة العربية بمزيد من المجازر مع سقوط 35 قتيلاً في حمص، في هذه الحال فإن هدفنا الأساسي سيكون الدعوة إلى حماية المدنيين». ورأى أن هذه المساعدة الخارجية «يمكن أن تتخذ شكل منطقة عازلة أو منطقة حظر جوي على غرار تلك التي أعلنتها الأمم المتحدة في ليبيا لحماية المدنيين»، نافياً أن يكون الأمر «شبيهاً بالدعوة إلى تدخل عسكري تقوم به قوات أجنبية».
ميدانياً، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى في محافظة حمص ارتفعت إلى 10، بينهم 4 في حي النازحين في مدينة حمص، فيما استُشهد 5 مواطنين في قرى مجاورة لمدينة القصير في محافظة حمص. وأشار إلى أن «اشتباكات بين الجيش وعناصر مسلحة يعتقد أنها منشقّة، في قرية النزارية الحدودية مع لبنان بالقرب من القصير التابعة لريف حمص، أدّت إلى مقتل مدنيين اثنين بينهم سيدة برصاص طائش».
وأشار المرصد إلى أن «4 جنود من الجيش النظامي السوري استُشهدوا (أول من أمس) برصاص مسلحين يُعتقد أنهم منشقّون في قرية سرجة في جبل الزاوية في محافظة إدلب، واغتيل مساعد أول من فرع المخابرات العسكرية في إدلب برصاص مسلحين مجهولين».
وفي مدينة داعل الواقعة في محافظة درعا، تحدث المرصد عن اشتباكات بين الجيش ومنشقّين. أما في الحراك، فدارت أول من أمس اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين «يعتقد أنهم منشقون عنه»، أدّت إلى مقتل 4 أشخاص.
من جهته، أشار موقع «شام برس» إلى أن قافلة عسكرية استهدفت أمس بكمين في منطقة القصير أدى إلى استشهاد عنصرين وإصابة 8 آخرين، إلا أن المرصد السوري تحدث عن مقتل 7 جنود. ووفقاً لموقع «شام برس»، أسفرت حملة التفتيش في منطقة القصير عن توقيف 25 مطلوباً ومصادرة كميات من الأسلحة. كذلك ضبطت سيارة محمّلة بالأسلحة والمتفجّرات في حي الغوطة بحمص، فيما أشار التلفزيون السوري إلى أنه جرى ضبط سيارة محمّلة بالأسلحة قرب الحدود مع تركيا، أول من أمس.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)